الأحد، 3 مارس 2013

وسطية الدعوة السلفية في التبديع وفروقها الجلية عن الغلو والتمييع

وسطية الدعوة السلفية في التبديع وفروقها الجلية عن الغلو والتمييع

بسم الله الرحمن الرحيم
وسطية الدعوة السلفية وفروقها الجلية بين الغلاة الحدادية والمميعة الإخوانية
إعداد الأخ الفاضل/عبد المعبود العسكري-وفقه الله-
*ما بين القوسين باللون الأحمر من وضع المعد.
************



الحدادية :النقد والتجريح و التبديع أصل الأصول ،وأنه واجب على الأعيان ؛لذا أهملوا علم التوحيد ،وما هو أهم على حسب أحوال الناس.
السلفية:النقد والتبديع أصل من الأصول ،أنه واجب على الكفاية
ويقدمون ما يستحق التقديم ويؤخرون ما يستحق التأخير مراعاة للمصالح والمفاسد(وفقه الدعوة ).
المميعة :الحركية النقد والتبديع قول باطل وفساد ،وتفريق وغيبة وحرام وينبذون أصحابه بالحدادية والغلاة

*****

الحدادية : يرون أخطاء الناس في المنهج كلها بدع وضلالات ،والميزان في ذلك الهوى .
السلفية: يرون الخطأ خطأ ،ويرون البدعة بدعة ،والميزان في ذلك الكتاب والسنة والإجماع .
المميعة : يرون بدع الناس كلها أخطاء
(وربما مجرد اجتهادات وخلاف سائغ،وإن كان يخالف النصوص والأصول المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة!!)
والميزان في ذلك الهوى

*****

الحدادية : أحوال المخطئين كلها على مرتبة واحدة ؛فلا يفرقون بين الأخطاء وبين أصحابها ،ولا بين الزمان والمكان ،ولا المصالح والمفاسد.
السلفية:أحوال المخطئين تختلف عندهم على حسب الخطأ ،وعلى حسب حال المخطئ مع السنة قربًا وبعدًا ،ومع الحق استرشادًا وعنادًا
فيتعاملون معهم على حسب هذه الفروق وغيرها إما مدحًا وإما ذمًا ،وإما رفقًا وإما شدة على حسب المصالح والمفاسد.
المميعة :أحوال المخطئين كلها على مرتبة واحدة ؛ففي الأخير العفو والعذر والمحبة والموالاة ،و الرفق وبعضهم حتى مع أصحاب البدع الكبار

*****

الحدادية :استطراد الشدة تأصيلًا وتعاملًا
السلفية :يترفقون في الأصل ،ويشددون أحيانًا ؛فيضعون الرفق في موضعه والشدة في موضعها.
المميعة :استطراد الرفق تأصيلًا وتعاملًا.

*****

الحدادية : كل من وقع في بدعة مبتدع ،أو صاحب هوى إذا تورعوا عن مبتدع.
السلفية :ليس كل من وقع في بدعة مبتدع ؛بل لا بد من ثبوت شروط وانتفاء موانع.
المميعة :ليس عندهم تبديع.

*****

الحدادية :يأخذون بالتقليد في المسائل دون نظر للأدلة وطلب للحق.
السلفية :يأخذون بالدليل مع البحث عن الحق عند الخلاف والتأني .
المميعة :لا يأخذون في هذا الباب شيئًا عن السلفيين إلا الشبهات ؛لأن حقيقتهم أنهم إخوان تأثروا بالدعوة السلفية .

*****

الحدادية :يرون رأيًا ويلزمون به الناس ؛فمن وافقهم محبب ،ومن خالفهم بغيض مبعد ولو خالف علماء أفاضل هذا الرأي.
السلفية: لا يَجرحون إلا إذا خالف أحدٌ الكتابَ والسنةَ والإجماعَ؛ قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع ؛فهو من أهل السنة والجماعة)
المميعة :لا جرح ولا تبديع ولو خالف القرآن والسنة والإجماع ؛فضلا عن الآراء.

*****

الحدادية :جحد الخلاف المعتبر ،وضيق الصدر مع كل مخالف.
السلفية: حكاية الخلاف المعتبر مع الترجيح ،واتساع الصدر في الغالب.
المميعة:اتساع الصدر لكل مخالف [إلا السلفيين]

*****

الحدادية :التبديع وأحكامه ؛فكما ورد في العلم يوردونه في الواقع
السلفية :التبديع وأحكامه له نظرتان عندهم :
1)علمية بحيث يؤصلونه ويذكرونه مؤمنين به ،وأنه علم نافع ولا يحرفونه ولا يعطلونه
2) عملية واقعية فمنها ما لا بد من وقوعه والأصل فيه ذلك
كالتصنيف والتحذير ومنها ما هو منوط بالمصالح والمفاسد والأصل فيه ذلك كالهجر مثلًا .
المميعة :التبديع وأحكامه لا يكاد يكون في مناهجهم التعليمية ،وإن كان فنظري محض مع تحريفه في الفهم
وتعطيله في الواقع بحجة جمع الكلمة وحرب الكفار.

*****

الحدادية :الآثار في هذا الباب يأخذون من كلها منهج ،و لا يفرقون بين ما تضافر أو وجد المخالف أو لم يوجد
أو وافقت قواعد الدين ومقاصد الشريعة أو لا .
السلفية:الآثار في هذا الباب يأخذون منها منهجًا إذا تضافرت و تكاثرت ،ومع ما سبق من تفصيل في الواقع.
المميعة :لا يعولون على هذه الآثار في هذا الباب مطلقًا إلا للتحريف والرد.

*****

الحدادية :التبديع وأحكامه يكون بالخفي ،وبما فيه خلاف ،و بالرأي سواء في المسائل أو في الأشخاص .
السلفية: أحكام التبديع إنما يكون مع الواضح الذي وضحت بدعته ؛بأن خالفت إجماعًا[المسألة التي يخالف من خالفها تكون محل إجماع
ولا يعني اشتراط إجماع أهل العلم في الحكم على المخالف بالبدعة
فيجب على من اتضح له أن هذا الرجل مبتدع من كلام بعض أهل العلم أن يتابعتهم في ذلك ويُحذِّر الآخرين ،لكن بفقه للدعوة]
فهذا هو الميزان سواء في المسائل أو الأشخاص.
المميعة :لا تبديع فضلا عن أحكامه ؛بل يهدمون أصول التبديع ،و يحاربونه ويحاربون أهله .

*****

الحدادية :يوقعون أحكام التبديع مباشرة فبين عشية وضحاها يبدعون ،ويصنِّفون ،ويسقطون ،ويحذرون ،ويهجرون ،ويمتحنون ،ويلحقون
السلفية :لا يوقعون التبديع وأحكامه إلا بعد نصح وبيان وتأني ،ودراسة لأحوال الشخص .
المميعة :لا يوقعون التبديع وأحكامه ولو بعد نصح وبيان وتأني ،ودراسة لأحوال الشخص.

*****

الحدادية :استطراد الغلظة مع كل مخالف سواء كان سنيًا ،عالمًا فضلًا عن جاهل ،فضلًا عن أتباع أهل البدع
فضلًا عن رؤوسهم وعلمائهم ؛فلعلهم يكفرونهم .
السلفية :يرفقون مع أهل السنة العلماء ولا يهدرون كرامتهم ،ويرفقون مع جهال أهل السنة ،ومع العوام , وأتباع أهل البدع
ومن يطمعون في دعوته ،وأما الرؤوس و العلماء فيشددون عليهم في الأصل ،وقد تحتم المصلحة أو المفسدة غير ذلك
ولكن مع ذلك لا يداهنون .
المميعة :الرفق وإظهار المحبة لجميع الناس حتى رؤوس أهل البدع الكبار .

*****

الحدادية :منهجهم قائم على الجهل المركب ؛إذ أنهم يزعمون اتباع العلماء مع ترك العلوم النافعة مع الحماس الشديد
مع الطيش والسفه , بل إعدام العقل وإنكار الحكمة ولا تسل بعد هذا عن الرحمة .
السلفية: منهجهم في هذا الباب وفي غيره قائم على الغيرة القوية المضبوطة بالعلم الصحيح ،و الفقه السديد ،والحكمة الرشيدة
والحلم الكريم ،والصبر الجميل ؛لذلك لا يقودهم جاهل ولو شديد الغيرة ،و لا بارد ولو كثير العلم .
المميعة :منهجهم قائم على العفو على حساب الدين ،و جمع الكلمة على حساب السنة .

*****

الحدادية :الإمتحان والإلحاق عندهم بالخفي والمختلف فيه ؛بل وما يظنونه بدعة وليس بدعة .
السلفية: الإمتحان والإلحاق عندهم بالواضح من المسائل والمتفق عليه من الأشخاص
ولمن خفيت بدعته مع المراوغة و الحاجة إلى كشفه ؛إما مستور الحال ؛بل المبتدع الخامل عندهم لا يحركونه
بل يحسنون إليه ؛و يكرمونه رجاء رجوعه بذلك .
المميعة : الإمتحان و الإلحاق من أعظم أنواع الفساد.

*****

الحدادية :جُلُّ أحكامهم التجريح والمطلق من ذلك .
السلفية: الحكم عندهم تعديل وتجريح ،وهو عندهم في الموضعين مطلق ومقيد.
المميعة :جُلُّ أحكامهم التعديل و المطلق من ذلك.

*****

الحدادية :يحاربون الشيوخ المعتدلين وأتباعهم ويصفونهم بالتمييع.
السلفية :يرونهم أهل علم وفضل في هذا الباب ،مع أنهم يؤخذ عنهم ويترك على حسب ما رجحته الأدلة .
المميعة :يرون الشيوخ المعتدلين من الغلاة والحدادية .

*****

الحدادية :يرون الإمام الألباني مرجئًا مميعًا وحاشاه رحمه الله تعالى
السلفية: يرون الألباني -رحمه الله تعالى- إمامًا سلفيًا ،لا تكفيريًا ولا مرجئًا
المميعة : اختلفت أصنافهم ؛فتباينت في الإمام الألباني-رحمه الله تعالى- مذاهبهم فبعضهم يراه ممن يأجج التكفير
وبعضهم يراه متشددًا متعصبًا والبعض الآخر يقول أنه مرجئ
والمتشبهون بأهل السنة في هذا الباب ينتسبون إليه، وحاشاه كل ذلك

*****

الحدادية :المصالح والمفاسد طريق المميعة .
السلفية :التوسط في المصالح والمفاسد .
المميعة :التوسع في المصالح والمفاسد.

*****

[تنبيهات]:
1. الأول: أن المميعة يخالفون تأصيلهم إذا كان مع أهل السنة ؛فيجرحون ويغتبون ويقدحون ويصنفون ويحذرون ويهجرون
بل ويمتحنون ويلحقون
2. الثاني: هذه فروق في التأصيل ،وأما من جهة الآثار والثمرات فلكل واحد منهم آثاره أيضًا.
3. الثالث : أن هذه الفروق ليست هي كل أصولهم بما في ذلك أهل السنة
4. الرابع:قد يخرج بعضهم عن منهجه في بعض جوانبه فلا يهولنك ذلك ؛إذ يكون عند ذلك إما متأثر
وإما متستر ،وإما مخلط متحيّر...
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق