الأحد، 8 مارس 2020

سامري عصرنا التنويري الأحمق


ســـــامــري عصــــرنـا
التنويري الأحمق


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وعلى آله السادات وزوجاته الطيبات الطاهرات وعلى أصحابه القادات ومن تبع سنته حتى الممات
أما بعد.



لم أتخيل أنني سأكتب هذا المقال عن سامري عصرنا ويرجع السبب أنني كنت أرد عليه عبر موقع تويتر حتى قام بحظري
وبالطبع لست أنا الوحيد الذي قام بحظره والله المستعان.


ولكن خلال هذه الأيام المباركة التي اختفى فيها سامري عصرنا عن التغريد أو بالأصح الاستفزاز وذلك بسبب أحكام قضائية
مرفوعة ضده من قبل أهل الغيرة وناصري السنة النبوية أهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة حفظها الله وأهلها
والذي كان هو البادئ في رفع القضايا ضد أهل الإمارات.



هنا سأذكر ما أعرفه منذ حوالي سبع سنوات تقريباً عن سامري عصرنا من جهتي ومن خلال متابعتي له

ولا أخفيكم قد اعجبت فيه في بداياته وبداية معرفتي به كمتابع وليس معرفة شخصية ولكن لا أعلم فقد كان لدي شيء
يجعلني مع اعجابي به أنني لم ارتح له وأذكر أنه في عام 2015م في لندن تقابلت مع صديق لي إماراتي كنت اتناقش معه
بخصوص سامري عصرنا، وكان هذا الصديق متضايق من مقولة سامري عصرنا في طلب نزع النقاب (البطولة)
وفرض ذلك من قبل الدولة والسبب كان بعد جريمة قتل قامت بها امرأة منقبة! (نسيت تفاصيلها) ولأن سامري عصرنا
تكلم بلسان أهل الإمارات وطالب بأمر يرفضه شعب الامارات،وبعدها سألني عن رأيي في سامري عصرنا
فتوقفت فيه وقلت لا أعلم، ولكن في النفس شيء منه لم أرتح له فهو في ذلك الوقت تصدر اعلامياً
لتعرية جماعة الإخوان المسلمين وكشفهم وقد أجاد،وبعدها تصدر للرافضة في فضح مخططاتهم ومعتقدهم الفاسد
وكان الظاهر في معتقده ومنهجه أنه سلفي لمن يتابعه، ومع ذلك لم استطع تزكيته في نفسي أنه سلفي
فقد كان له بعض الهنات والمفردات التي توقع في قلبي شك منه، ولمن يتابعه في تلك الفترة سيتذكر ما اقصده
وهو كثيراً ما كان يكثر من كلمة (إذا رجعنا للعقل) ويرجح العقل كثيراً على حساب الشرع
ولكن ليس كما يحصل منه حالياً كما يقال (سطح نطح) بل يخفي ذلك بكثرة الكلام والديباجات
وكذلك كان يفتي بفتاوى عجيبة، ويتهم غيره بالتعصب ويطالب بتوحيد الفتاوى!
وأذكر أن شخص استفتاه في أنه يأخذ برامج للحاسب الألي لها حقوق ملكية عن طريق القرصنة
فأجابه إجابة مبهمة يفهم منها أنه (أحل له ذلك)، وذلك بقوله (بحسب الحال وافهم الكلام)
وكذلك مسألة النقاب (تغطية الوجه) كيف حاربها وهمش أقوال أهل العلم بها
وتعلق بما ذهب إلية العلامة المحدث الألباني رحمه الله
ويا ليته التزم فقط بما ذهب إلية العلامة الألباني من قول ودليل بل أنه أدخل العقل واللغة لكي يثبت نظريته
ومنها عرف انه لا يملك أي علم او دراية في علم الحديث واللغة.




وسبحان الله! كيف أن هذا الشخص مع الوقت لم يحتمل ثوبه الذي لم يكن له بالأصل
فنزع ثوب السلفية الذي يغطي عورته الفكرية والعقائدي المخالفة لمنهج السلف قلباً وقالباً فأنكشف زيفه
ولكن بعد أن وجد من يدعم فكرته ومعتقده وبعد أن كون قاعدة له من ضعاف النفوس
وعوام الخلق التي تسوقها العواطف والكلمات المنمقة
فخرج متبختراً متحدياً متعالماً أصابه الغرور والجبروت وداء العظمة بأنه مفتي الديار وعلامة عصره ومفسر القرآن في زمانه
ومن يخالفه فله الويل والثبور وعظائم الأمور فهو إما من الدواعش الخوارج أو من الإخوان المسلمين أو من الظلاميون
وهذه الأخيرة يقصد بها (أهل السنة والجماعة ممن ينتهج منهج السلف).




فميع السنة وهون البدعة ودعاء إلى التسامح مع كل الطوائف إلا مع أهل السنة والجماعة (الظلاميون في معتقده)
ودعا إلى التقريب بين الأديان حتى ساوى بين الكفر والتوحيد وخالف الوحيين، ولم يكتفي بذلك بل طعن
في صحيح البخاري وذلك بحجة أولية وهي أن (البخاري ليس معصوم) وأن المحدث الألباني سبقه بذلك وهذا كذب محض
ولكن انكشف زيف ادعاءه وتبين أن طعنه ليس للبخاري فقط بل بكل حديث نبوي شريف لا يقبله عقله الناقص
وهذا شامل لكل كتب الأحاديث وطعن في الصحابة وكذبهم بل طعن في السنة بالمجمل وأنه لا يحتكم إليها!
قال صلوات ربي عليه (... فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أخرجه: البخاري (5063)، واللفظ له، ومسلم (1401)
وأنه يحتكم فقط بما جاء في القرآن الكريم ولا يعلم الأحمق أنه خالف صريح القرآن
قال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)[الحشر: 7].
وقال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله)(النساء - 80).
وقال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) [الأحزاب 21].
بل تفنن وأبدع في انتقاء الشبهات ونشرها وكذلك انتقاء شواذ الفتاوى التي بعضها لا يعتد بها
لوجود إجماع
على عدم صحتها أو تركها أو لأشخاص هم من مذاهب عدة صوفية أو أشعرية أو معتزلة
أو حتى من جماعة الإخوان المسلمين والخوارج وبعضها فتاوى فيها تدليس من قبله
أو ينقلها من مواقع يهودية ونصرانية ورافضيه وإلحادية وينسبها لأهل السنة والجماعة!!



وزاد على هذا أن جعل من الأحاديث النبوية التي تحتاج شرح وتبيان مشاع في مواقع التواصل الاجتماعي بأن يستنكرها مره
أو يجعل لها استفتاء بقبولها او رفضها بحجج واهية إما تعجباً أو تنجساً أو تكذيباً لها وطعن بها! وقد أعجبني قول قائل
"العالم عندما يفتي، يفتي بما ترجح لديه من الأدلة المعتبرة وفق قواعد ومنهجية علمية واضحة
فإن تبين عنده أن قوله مرجوح لم يتردد في ترك قوله، والمتعالم يبحث عن الأقوال المرجوحة أو الشاذة فتارة يفتي بها
وتارة يشنع على قائلها من غير منهج علمي واضح كلامه فوضوي مليء بالإثارة ولغة التحدي".
وأصبح سامري عصرنا ينادي بالتنوير وهو خليط (خالي من الكتاب والسنة
فهو إخواني بالتمييع والهو،وخارجي بالفهم والمروق
ورافضي بالحقد والتدليس، وصوفي بالطريقة والمياعة
ونصراني بالكذب والمراوغ، ويهودي بالخبث والتحريف
وعلماني بالعقيدة والحماقة، وليبرالي بالمنهج والوقاحة
وزيادة عليها بهارات بسيطة من أهل الكلام والباطنية والأشاعرة وجماعة التبليغ والملاحدة.




وقد أكثر في مسألة التنوير والدعوة إليها وزاد فوق ذلك الدعوة إلى تنقيح التراث ويقصد بذلك كتب الحديث الصحيحة
وفتاوى أهل العلم الصريحة لأنها لم توافق عقله وبحجة أنها لا تصلح لهذا الزمان
وما أشبه اليوم في البارحة بمن كانوا يطالبون بذلك تحت مسمى ( فقه الواقع) !!




قال تعالى : يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون(8)
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (سورة الصف8-9)
وقال تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله) [التوبة:40].



وسبحان الله!! رب ضارة نافعة!

سامري عصرنا تهيأت له المنابر الإعلامية التي يشاهدها الملايين (القناة التلفزيونية – ومواقع التواصل الاجتماعي)
والدعم الخارجي ليروج لفكره التنويري وطعنه في البخاري ونشر الشبهات، فانقلب السحر على الساحر
وبسببه ودون قصد منه صار الناس في توجه لاقتناء وقراءة وسماع ودراسة صحيح البخاري
بل ولله الحمد سخر الله لهذا الدين من يذود عنه ويعري ويفند شبهات سامري عصرنا تفنيداً علمياً مدعماً
بالأدلة والبراهين من الكتاب والسنة ومنهم طلبة علم كبار، ومنهم عوام غيورين مجتهدين بالردود الملجمة الراجمة
حتى أن بعضهم جمع بين أقوال ومرئيات سامري عصرنا القديمة قبل دعوة التنوير
والتي بدورها ترد على سامري عصرنا التنويري الحالي التي تخالفه وتناقضه وتلجمه وتفضحه وتعريه!
فأستحق مسمى التنويري الأحمق بجدارة.




وأخيراً ربما قلتم في أنفسكم لماذا اطلقت عليه وكنيته بــ سامري عصرنا؟!



أجيبكم أنني لم أقل ذلك عبثاً وتنابزاً بالألقاب بل لأنني وجدت تشابهاً بينه وبيني سامري اليهود الذي ذكر في سورة الكهف
حيث سأله سيدنا موسى عليه السلام {فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}
اي: انت رأيت معجزات الله العظام وقدرته ولم تنشف ملابسك بعد من ماء انشقاق البحر
فما كان من السامري أن {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ}
وهنا مربط الفرس
السامري على علمه بقوة ومعجزات الله ونبوة موسى وصدقه لم يؤمن بل ارتكن إلى العقل المجرد من الايمان

فقال لابد من شي حسي ملموس فاخترع الجسد وعبد الناس له وهو هنا عالم ليس بجاهل!
وسامري عصرنا فعل تماماً كما فعل سامري بنو إسرائيل؛ فهو شاب ولد ونشأ ودرس في بيئة سنية
وقرأ كتب أهل السنة والجماعة وهي كتب ظاهرة متوفرة ومستفيضة بالردود الدامغة الكافية الشافية
ولكنه بصر كما بصر السامري بصيرة العمى والجهل والغرور وضعف الايمان والعقيدة فسولت له نفسه وعقله القاصر وحمقه
أن أظهر الشبه ولم يكلف نفسه عناء البحث عن رد تلك الشبه أو ربما يعلم ذلك ولكن لأجل الشهرة والفتنة
وغاية في نفسه الله اعلم بها فأكمل عذر السامري{فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها} وهكذا اخترع السامري من عنده
وهكذا هو {وكذلك سولت لي نفسي } اعترف عندما ظهرت هنا الحقيقة وكشف زيفه وكذبه
وها هو اليوم يتلقى نفس المصير فما حملته لنا الأيام السابقة حيث انكشف فيه زيفه وكذبه وجهله أمام الخلائق
وسيلقى جزاءه في الدنيا قبل الأخرة ويعترف كما اعترف السامري {وكذلك سولت لي نفسي }.

حرر في يوم السبت 12 رجب 1441 والموافق 7 مارس 2020
أخوكم في الله / الشامخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق