السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين
أما بعد
إذا كنت غير ملتزم
-هل يحق لي دعوة الغير مسلمين إلى الإسلام؟
-هل يحق لي الدفاع عن ديني ونبي وسنته وعرضه وصحابته؟
-هل يحق لي نصيحة أصدقائي وأخواني في الدين وإن كانوا ملتزمين؟
-هل يحق لي دخول المنتديات والغرف الإسلامية؟
-هل يحق لي نشر المواضيع الدعوية والأحاديث والمشاركة بالحوارات الإسلامية؟
-هل يحق لي هذه وغيرها وأنا شاب ربما أدخن السجائر أو مسبل للثوب أو أسمع الأغاني
أو لي بعض المعاصي والذنوب والأمر كذلك بالنسبة للنساء فهل يحق لهم؟
هذه أسئلة وهواجيس تدور في فكر كل شاب وشابه يريدون ذلك ولكن حاجزهم
ومنطق خوفهم وعجزهم وترددهم وربما بعد ذلك يكون دمارهم وإستسلامهم وهو
(((( أنا لست ملتزم ))))
والدليل على أن هذه الجملة هي كابوسهم وحجر العثره الذي في طريقهم لدعوة
سواء من أنفسهم أو المحيط الذي هم فيه ويتعايشون معه وهو مثال مايلي
-لو قلت لأحدهم أدعوا خادمتكم أو خادمكم لدين الإسلام يكون رده يأخي أنا لست ملتزم !!
-لو قلت لأحدهم سجل في هذا المنتدى الإسلامي يكون رده أيضاً يأخي أنا لست ملتزم !!
_________________
هنا أقول لمن لديه تلك الأفكار والحواجز التي تمنعه من الدعوة والسبب أنه غير ملتزم
أخي وأختي رعاكم الله نــعــم يحق لكم الدعوة وتستطيعون أن تكونوا دعاة لله
ومدافعين عن نبيكم وسنته وعرضه وصحابته وتفيدون وتستفيدون
صحيح أنت لست ملتزم وأن الداعية يكون من صفاته الإلتزام الخارجي والداخلي
لكن لا تنسى أنك مسلم والدعوة ليست حكراً لأحدٍ دون الأخر
وأنت هنا تخدم دينك بكل ماعندك من علم ومفهوم ودراية ومعرفة وحتى الكلمه الطيبة هي أيضاً تكون أنت بها داعيه وتخدم دينك
وقدر ورد في الحديث النبوي الشريف قول النبي صلوات ربي عليه
بلغوا عني ولو آية
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى -
الصفحة أو الرقم: 30/205
خلاصة الدرجة: صحيح
لا تقل لدي ذنوب ومعاصي فربما هذه المعاصي يبدلها الله لك حسنات
أو تطغى حسناتك على ذنوبك فتخفيها وهذا من كرم الله عليك أولاً
ثم بعملك في طريق الدعوه
ثم بعملك في طريق الدعوه
وأيضاً ربما بإصرارك ومثابرتك في طريق الدعوة يكتب الله لك التوبة من معاصيك
أو يتولد لديك الرغبة في ترك تلك المعاصي أو حتى بعضها
ولكن الأكيد أن هناك تغير سيحدث لك وهو للأفضل طبعاً إن شاء الله
ستتغير تدريجياً وأول التغير هو طريقة تفكيرك وأشياء كثيرة ستلمسها وتلاحظها
وربما وصل الأمر حتى في أسلوب الخطابة عندك وأصغر مثال لذلك في عالم النت
في المنتديات العاديه تكون ردودك (مشكور /يسلموا)
وفي المنتديات الإسلاميه تكون ردودك (بارك الله فيك /جزاك الله خير)
وأنت هنا يتغير معك الرد ليس في النت فحسب بل ربما ينعكس ذلك على واقعك الذي تعيشه
وهذا غيض من فيض من الفائدة لو أردت أن تكون داعية
وأقرأ لقول النبي صل الله عليه وسلم الذي يحث على الدعوة
والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
الصفحة أو الرقم: 3661
خلاصة الدرجة: صحيح
وقال أيضاً صلوات ربي عليه
رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا و ما عليها ،و موضع سوط أحدكم من الجنة
خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة
خير من الدنيا و ما عليها
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 3482
خلاصة الدرجة: صحيح
وقال أيضاً صلوات ربي عليه
من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح -
الصفحة أو الرقم: 2674
خلاصة الدرجة: صحيح
تذكير وتنبيه مهم في بيت شعرٍ واحد
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ولكن ليس هذا يدعوك بأن تيأس بل لكي تحسن من نفسك وتحفزها على الإستمرار والتغير للأفضل
______________________________
هذا وجه أما الوجه الأخر فهو من بعض الملتزمين هداهم الله
فعندما يرون شاب غير ملتزم يدعوا لدين الله أو يدافع عن نبيه وسنته
تجده ينفر هذا الشاب ويهبط من عزيمته فتراه يقول له
(يأخي كيف تدعوا أو تدافع عن سنة نبيك وأنت لا تطبقها يأخي طبق ثم دافع)
____________________________
هنا يقع خطأ كبير على كل ملتزم ينتهج هذا المنهج في الدعوه فالخطأ وارد
وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث
كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 4515
خلاصة الدرجة: حسن
فالشخص العادي إن بدر منه بعض السلوكيات والأخطاء فهي تنسب لشخصه
بينما إن صدرت عن ملتزم نسبت إلى (الدين) وكانت سببا في نفور البعض من كل ما له علاقة بالتدين
لذلك وجب عليه أن يحتاط ماستطاع لكل ما يصدر عنه فعلاً أو قولاً لأنه يُحسب للإسلام أو عليه.
بعض الأشخاص يلتزم فإذا به كأنما يودع الحياة وجه عبوس وجبين مقطب وابتسامة غائبة تماما يضيق صدرك عندما تراه وإن نصح كان فظا غليظ القلب
وينظر لغيره من غير الملتزمين نظرة دونية وازدراء
ولا شك أنه يعطي صورة سوداوية عن معنى الإلتزام.
وهذا مصداق قول الله تعالى
(( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك)) آل عمران
وورد في الحديث عن النبي صلوات ربي عليه
قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري
فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار
فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
الصفحة أو الرقم: 4090
خلاصة الدرجة: صحيح
وبعضهم على النقيض تماماً إذ يحاول أن يظهر بمظهر الملتزم المنفتح فإذا به يسرف في ذلك
ولا تكاد تفرق بينه وبين غيره وفي المواطن التي تحتاج لظهور إلتزامه تجده يتساهل
ويجد لنفسه الأعذار بحجة أن الدعوة تتطلب ذلك أو بأي حجة أخرى.
وهناك من يمسك العصا من الوسط ، فيرى الناس فيه الإسلام المتكامل في جميع جوانبه
شخصية معتدلة ومبتسمة يرتاح قلبك لرؤيته متوازنة يستطيع أن ينفتح على العالم دون أن يخل بإلتزامه في شيء
ويعطي للناس صورة عن الإلتزام في أجمل معانيه وأرقاها وأفيدها للدعوة
همسه بأذن كل داعية وملتزم:
كن من الذي يمسك العصى من النصف فنحن أهل الوسطية وهذا هو منهجنا
لا إفراط ولا تفريط أجعل من قدوتك في الدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:
بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا
الراوي: أبو موسى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
الصفحة أو الرقم: 4835
خلاصة الدرجة: صحيح
والدين كله يسر فلا تكونوا منفرين لأخوانكم فأنتم أهل الشيم وأنتم اليد المنقذة
وربما تكونون أول درجات التوبة والرجوع إلى الله لهذا الشباب
قال الله تعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين) صورة فصلت أيه ٣٣
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله على سيدنا محمد
**وللعلم قصدت هنا بكلمة الإلتزام هو الإلتزام الخارجي
(وهي إطلاق اللحية وتقصير الثوب)
أما بواطن الأشخاص فهذا أمر لا نعلمه يعلمه الله سبحانه
هذا وبالله التوفيق إن أخطأته فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله وحده
أخوكم في الله الشـــــــامــــــــخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق