إزاحة الغمام بما يلتبس على العوام
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع سنته وأقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد.
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع سنته وأقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد.
لقد كثر في الآونة
الأخيرة من عشر سنوات حتى وقتنا هذا دعاة كثر تربعوا في كل محفل في القنوات
التلفزيونية خاصة وفي الجامعات والأسواق
وحتى مقاطع اليوتيوب كان لهم فيها نصيب الأسد من المشاهدة وكنا نحبهم أي (العوام ) حباً ليس شخصياً أو علمياً
بل حب كل ما له صلة بالدين والالتزام ونصدق ما يأتي من ألسنتهم من حديث أو أثر أو قصة أو رأي أو فكر ولو أن أحدهم قال ...
قال رسول الله صلوات ربي عليه (شرب الماء عند مغيب الشمس لا يجوز لأن الشيطان يشرب معك فإن قرون الشيطان تظهر عند المغيب)
ربما لصدقنا هذا ولم نستفسر منه عن أصل الحديث ومن صحته!! ولو أن أحدهم ضعف حديث للنبي صلوات ربي عليه وهو في الأصل صحيح لصدقناه!!
وكنا نستأنس بمحاضراتهم الدينية والقصصية التي يخالطها المزح والسخرية في كثير منها وربما تكون مدة المحاضرة ساعة كاملة 45 دقيقة
بين ضحك وسخرية وتنكيت والربع المتبقي هو أصل المحاضرة
فنخرج من المحاضرة والفائدة الكبرى أننا أخذنا كم نكته وأننا ننتظر متى تكون هناك محاضرة جديدة .
وحتى لا أجحف في حقهم ربما نتأثر ببعض كلماتهم وتكون سبب في هداية البعض منا، وهذا لا فضل فيه لداعية أو غيره
فالله وسعت رحمته كل شيء وهو مقلب القلوب سبحانه يجعل الداعية والفاجر والكافر بكلمة تخرج منهم تكون سبباً في هداية شخص ما.
ثم ظهرت الفتن، والفتنة تجر الفتنة، وصرنا نحس بها بين أظهرنا ومن أمامنا ونحن في حيرة ونبحث اين السبيل؟
فرجعنا إلى من كنا نستأنس بهم فوجدناهم على هوى ما نريد!!! صراخ وتأييد واستكار وشجب وتأجيج وبكاء وتخبط مع سحر الكلام
ولكن كان هناك شيء ناقص وهو الدليل من الكتاب والسنة وهذا كنا نجهله نحن العوام، ولكن يعلمه الدعاة أنفسهم.
وفي المقابل وجدنا العلماء الذين نسمع عنهم وعن علمهم ونقدره، يقولون قولاً يخالف هوانا وما عليه هؤلاء الدعاة
الهدوء والتبيان والاعتزال والصمت (صمت الحكمة) مع قول حق لا قسوة فيه ولا لين مدجج بالدليل والبرهان من الكتاب والسنة.
وهذا كنا لا نلتفت له لجهلنا ولحماسنا العاطفي مع كل قضية.
فالعاقل منا وقف متحير مع من أكون؟!!
مع العالم الذي أعلم أنه أفضل مني ومن الداعية بالعلم والورع ولم أجد عليه ما يجعلني انفره
والمتخبط منا فهو كالسكران مرة يصحى ولكن أعمى بصيرة!
ويقول العلماء لم يختلطوا بالشارع فيعرفون الوضع على حقيقته ومرة تأخذه السكرة فيقول هؤلاء علماء سلطان فالداعية صادق وهم جبناء
وربما يسقط العالم بأن يقول لا أعترف به ويجعل من الداعية عالم رباني، ومن ثم ظهر لنا دعاة وطلبة علم يعرون الدعاة الذين نحبهم
فتارة نسمع هذا قطبي، وهذا سروري، وهذا مبتدع، وهذا صوفي، وهذا أشعري، وهذا معتزليوهذا كذاب، وهذا جهمي، وهذا مميع
وهذا أخواني، وهذا رافضي، وهذا ليبرالي، وهذا علماني، وهذا تبليغي، وهذا قصاص، وهذا خارجي، وإلخ من تلك المسميات.
فالعامي منا عندما يسمع بتلك الألقاب والمسميات ينفرها لجهل منه وأيضاً لأنه يقرأ قول الله تعالى
( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ) (1) وقول الله تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (2) وقوله تعالى (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ) (3)
فيسقطها في غير محلها!!
فهل هذا صحيح؟!!
وما العمل ؟!
فهنا لدينا عالم رباني نعلم بصدقة وسلامة منهجه؟!
وهنا داعية تربع في قلوبنا حبه وسحرنا بأسلوبه وهو متصدر في كل محفل؟!
وهنا علماء وطلبة علم يقولون أمور ننفرها نحن العوام ولا نحبذها؟!
أولاً : لنعلم أن الدين أكتمل ولا يوجد شيء خفي في شرع الله، فالله تعالى قال:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ) (4)
وقال رسول الله صلوات ربي عليه (تركتُ فيكم شيئينِ لن تضلوا بعدَهما كتابَ اللهِ وسنتي
ولن يفترقا حتى يردا علي الحوضِ) (5)، وقد شهد الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري بذلك
وقال (لقد توفي رسول الله وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً) (6)
الخلاصة من الأمر الأول :
أن الدين كامل في أصوله وفروعه البينة من خلال الكتاب والسنة وما تركه لنا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم على نفس المنهاج إلى يومنا هذا
**ربما يأتي شخص ويقول لماذا نحن أهل السنة أربعة مذاهب هذا دليل على اختلافنا فكيف كمل الدين؟ يرد عليه:
(فالوحي قد كمل قطعا، والدين قد تم، ولكن هذا لا يمنع من الاختلاف في فهم آية أو صحة حديث
أو كون بعض ذلك ناسخا أو منسوخا أو مخصصا أو مقيدا أو مبينا، ونحو ذلك مما تمليه أساليب اللغة وأصول التشريع.
والاختلاف في الدين ينقسم إلى قسمين، فما كان منه متعلقا بالعقائد وأصول الأحكام، وما ثبت بإجماع صحيح فهذا لا يجوز التفرق فيه.
وما كان من خلاف في الفروعوالمسائل الخاضعة للاجتهاد فهذا لا حرج في الاختلاف فيه ولا مذمة) (7)
وطبعاً الاختلاف الاجتهادي ليس لنا نحن العوام ولا للدعاة بل هو لأهل لكبار أهل العلم والدراية
ثانياً: بما أننا علمنا أن ديننا كامل بالكتاب والسنة ونعلم أيضاً أن من أوصل هذا الكمال دون تعديل أو تبديل أو نقص أو زيادة أو تحريف أو طعن
بل اهتمام وبحث وتتبع وجرد وتمحيص وتوثيق وتبيان وجمع وترتيب وتبويب وتصحيح وعناية واجتهاد وحرص ودفاع وحفظ وتعليم
هم العلماء وأولهم الصحابة الذي أخذوا العلم من مصدره المباشر ومن بعدهم التابعين وبعدهم شيوخ الإسلام المجددة
الذين يظهرهم الله بعد أن يستشري الجهل في الناس ومن بعدهم علماء عصرنا، الذين عرفناهم رحمهم الله ولا تزال لهم في هذه الدنيا بقية
نسأل الله أن يطيل بأعمارهم على طاعته. ويكفي شهادة الله لهم في قوله تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) (8)
فهم أخشى الناس لله ..
الخلاصة من الأمر الثاني :
أننا ولله الحمد لدينا علماء انتشر علمهم وهو وافر لمن أراد التزود فنحن في عصر التكنلوجياً وكل شيء يأتيك وأنت في مكانك
دون عناء ومشقة فقط أعرف ممن تأخذ منه المعلومة أو الفتوى، أما طلب العلم ونقصد العلم الشرعي
فهو كاسمه طلب أي أنت من يريد العلم، فهنا عليك المثابرة والذهاب لطلبه عند أهله من العلماء المعتبرين
ثالثاً: بقي أمامنا خياران بعد أن علمنا أن الدين كمل وعلمنا مصدر المعلومة أو الفتوى ممن تؤخذ
*دعاة أحببناهم وقد ذكرنا بعض صفاتهم .
*وشيوخ وطلبة علم تميزوا أو عرفناهم بالأحرى في ردهم وتعليقهم على الدعاة الذي أحببناهم بردود قوية وفيها شده
وإلصاق بعض المسميات التي ذكرناها أنفاً عليهم
ما الحل ؟!وما السبيل لمعرفة الحقيقة؟!
أ_ لنعلم ونعي هذه المعلومة أن ليس هناك معصوماً إلا رسول الله صلوات ربي عليه
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله وهو يدرس في مسجد رسول الله صلوات ربي عليه (كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر) يقصد النبي صلوات ربي عليه
ب_ نجرد العواطف منا في تلك المسائل حتى نرى الحقيقة بتجرد
فالعلامة بن عثيمين رحمه الله يقول :(العواطف عواصف إن لم تقيد بالكتاب والسنة دمرت كل شيء )
ج_ نأخذ بالدليل والبرهان فما وافق الحق أخذنا به ولو خالف هوانا وما نحب فعليه يجب
أن يكون شعارنا (الحب في الله والبغض في الله)
د_ يجب أن نفرق بين التحذير والتبديع. يقول الشيخ أحمد عمر بازمول حفظه الله:
(فالتبديع: حكم عليه بوقوعه في البدعة ووجوب الحذر منه أما التحذير: فليس حكماً عليه بالوقوع في البدعة
وإنما هو في مرحلة المخالفة مع النصح بمعنى: أنه خالف المنهج في مسائل قد تكون ملتبسة عليه
قد يكون أخطأ فيها وأصر على خطأه يعني: في بداية أمره، حينها يحذرون من هذا الشخص انتبهوا فلان من الناس لا يلتف حوله
ويحذر حتى يتوب ويرجع وحتى نقف على فصل قول العلماء فيه. أه (9)
هـ_ لنعلم أن التحذير جاء من
(علم الجرح والتعديل، هذا العلم الذي خصَّ الله سبحانه هذه الأمة به دون سائر الأمم حفظًا للوحيين أن يدخل فيهما ما ليس منهما
وهو علمٌ يبحث في أحوال الرجال–رواة الحديث وغيرهم من المتصدرين للتعليم والدعوة والفتوى والتصنيف ونحو ذلك من المهمات- والفرق
والكتب والحكم عليهم بما يليق من حالهم جرحًا أو تعديلاً، وجرح الرجال نوعان:
النوع الأول: جرح في العدالة، والذي يشمل التبديع والتضليل والتفسيق.
النوع الثاني: جرح في الضبط والحفظ، والذي يشمل: سوء الحفظ والغفلة، والخطأ، والوهم، والتخليط. إلخ
ويُسمى هذا العلم أيضًا بـ: "الرد على المخالف"، و"التحذير من أهل البدع والأهواء"
وهذا أصل عظيم من أصول أهل السنة، ولذلك اعتنوا بذكره في كتب أصول الاعتقاد.)(10)
و_ هل يشرع التحذير علانية وبيان حال الدعاة المبتدعة وهل لنا سلف في ذلك؟
1-لنعلم أن التفريق بين الرد على المقولة أو البدعة ونصح القائل
فهناك فرق بينهما عند أهل العلم فالمقولة أو البدعة إذا انتشرت بين الناس يجب الرد عليها بغض النظر هل نصح القائل أم لا.
2-وهذه بعض أقوال علماء السلف في بيان مشروعية التحذير علانية من دعاة البدعة و بدعهم:
*قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . اهـ .(11)
*روى اللالكائي عن عاصم الأحول أنه قال : جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فيه فقلت :
يا أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض ؟ قال : يا أحول ولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تُعلم ... . اهـ . (12)
*وقيل لسفيان بن عيينة رحمه الله : إن هذا يتكلم في القدر ـ يعني إبراهيم بن أبي يحي ـ فقال سفيان : عرّفوا الناس أمْرَهُ واسألوا ربكم العافية . اهـ . (13)
*وجاء في رسالة أسد بن موسى إلى أسد بن فرات : أعلم أخي إنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله
من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة وكثرة ذكرك لهم وطعنك عليهم
فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل الحق، وقوّاك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم فأذلهم الله بذلك
وصاروا ببدعتهم مستترين فأبشر أي أخيّ بثواب ذلك واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد
وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله . اهـ . (14)
*ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضمن حديثه عمن يجوز ذكر ما فيهم من الشر من المعيّنين :
ومثل أئمة البدعمن أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة ، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة
فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين . اهـ . (15)
*ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين
وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه كما قتل السلف جهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيرهم ولو قُدر أنه لا يستحق العقوبة
أولا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله . اهـ . (16)
*ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في معرض ذكره للفوائد المستنبطة من غزوة تبوك
(( ومنها جواز الطعن في الرجل بما يغلب على اجتهاد الطاعن حمية أو ذباً عن الله ورسوله
ومن هذا طعن أهل الحديث فيمن طعنوا فيه من الرواة ومن هذا طعن ورثة الأنبياء وأهل السنة في أهل الأهواء والبدع لله لا لحظوظهم وأغراضهم . اهـ . (17)
*ويقول الإمام القرافي رحمه الله : أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر في الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب
ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن . اهـ . (18)
*وذكر الشاطبي في الاعتصام ضمن حديثه عن أحكام أهل البدع : ذكرهم بما هم عليه ، وإشاعة بدعتهم كي يحذروا ولئلا يغتر بكلامهم
كما جاء عن كثير من السلف ذلك . اهـ . (19)
الخلاصة من الأمر الثالث:
أنه لا يوجد معصوم من الخطأوأن لا تأخذنا الحمية والعاطفة في الدعاة المحذر منهم
فالحق أحق أن يتبع وإن خالف ما نريد أو نحب، وأن علم الجرح والتعديل علم عظيم وأن التحذير من أهل البدع والضلالات واجب
وأنه لو لم يكن هناك تحذير وتبديع وتجريح وتصنيف لما عرف الصالح من الطالح ولضاعت السنة.
رابعاً : ما معنى تلك المسميات التي تلصق بالدعاة المحذر منهم؟
1-لنعرف أولاً أن تلك المسميات هي بالأصل تمثل حقيقتها كفكر أو منهج أو رأي أو معتقد خاص بها وتعد مدرسة أو قدوة
أو نهج من يتبعها وفي الغالب هي تعود نسبتها لشخص بعينه تفرد ولهو اتباع في ذلك وعلى سبيل المثال نأخذ بعض تلك المسميات:
**قطبي : فالقطبية أصلها شخص أسمه سيد قطب وهو شخص ثورجي عامي مفكر قرأ كتب كثيرة بلا تحصيل علمي فيها
وألف كتب كثيرة تبين فكره ومنهجه المنحرف وعليه طوام كبار .
وهنا أقوال العلماء في سيد قطب
http://www.youtube.com/watch?v=JGwPjlEHUlI
**مبتدع : فالمبتدع هو من أظهر أمراً ليس عليه سنة النبي صلى الله عليه، وقد قال النبي صلوات ربي عليه
(من أحدثَ في أمْرِنَا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ) (20)، وهذا حديث صريح أخر (كلُّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النارِ) (21)
ومن ذلك الاحتفالات بأعيادٍ ليست من السنة ولو كانت مجاملة، ومنها المولد النبوي ورأس السنة الهجرية وأعياد الميلاد والزواج وغيرها
ومن البدع هو تأييد أهل البدع أو مدحهم أو مجالستهم، ومنها أيضاً وضع عدد لذكر معين لم يرد في الكتاب والسنة دليل على عدديته
مثال أن يقول لك دعاء طلب الذرية قل (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ) أربعين مره!! وهنا الدعاء صحيح والعدد بدعة محدثة
**القصاصين: وهم أصحاب القصص الذي يجمعون الناس حولهم ويأتون بالغث والسمين وشي من الكتاب والسنة
وأشياء من عندهم والذمة على الراوي!! فيسحرون الناس بالحبكة الدرامية للقصص والأسلوب المؤثر
وربما بل الغالب أنهم يفتون الناس بغير علم ويغلب عليهم الكذب والله المستعان
ومن هؤلاء داعية مشهور قال أن حديث (وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) حديث ضعيف!!
وأن هذا ذكره العالم بن حجر والنووي!!
وعندما بحث في الأمر وجد أن الحديث صحيح ولم يرد تضعيف في كتب بن حجر والنووي!!
ويكفينا قول العلامة صالح الفوزان فيهم.
http://www.youtube.com/watch?v=4yVcwQojyww
**وباقي المسميات لو بحثت عن أصل تسميتها ستجد خلل فيها من حيث المنهج والفكر والمعتقد والراي المخالف للمنهج السلف الصالح
2-ربما أجتمع أكثر من مسمى واحد في داعية أو غيره فالغالب أن المسميات متشابه في المعنى
أو متفقة في منهج وفكر واحد أو أن المحذر منه جمع أكثر من منهج وفكر في أسلوبه ومنهاجه
**وللعلم تلك المسميات بعضها تكون باعتراف من سمي بها ومنها القطبي والسروري والأشعري والرافضي والصوفي والعلماني والليبرالي
فهو إما يكون تصريحاً بأنه كذا من تلك المسميات أو تمجيده لإحدى تلك المسميات وإن لم يسمي نفسه بها فالمرء مع من أحب.
2-لماذا التحذير من الدعاة يكون علني في الغالب ؟ ولماذا لا ينصح سراً؟
نجيبكم بنقل أقوال أهل العلم في هذا الشأن.قال العلامة محمد بنصالح العثيمين رحمه الله :
س :بالنسبة للعالم الذي عرف أنه من أهل السنة والجماعة وعرف أنه يتحرى الحق وأخطأ في أمورما يفرق بينه وبين من دائماً يعارض الكتاب والسنة
فيقال الثاني يشهر به وأما الأول يغتفر له ما وقع فيه من أخطاء وتالفيها؟
ج: لا بد من نقد الباطل على كل حال؛ فإذا كان لا يمكن الوصول إلى رد الباطل إلا بذكر أسمة؛ يذكر أسمه.
قال السائل: لأنه لا يخفى عليكم أنه حتى من مشايخنا الكبار ومن أهل السنة من وقع في مفردات منهجة في أخطاء غاب الدليل عنه.
فقال الشيخ ابن عثيمين – مقاطعاً – يرد عليه.فقال السائل: يرد عليه لكن : التشهير به؟!
فقال الشيخ ابن عثيمين:في عصرنا إذا كان يتوقف رد باطله على ذكر أسمه؛ لا بد من ذكر أسمه
** سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله سؤلاً ما نصه :
فضيلة الشيخ : رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس مبتدعا أن تقام عليه الحجة؟
الجواب: إن كان هذا الرجل موجودا والناس يأخذون منه، وهو داعية فلا بد من ذكر اسمه
وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنه ضلال وكما قلت قبل قليل :
إن التعميم أحسن من التعيين أما إذا سمعت أنه موجود وترى الناس يذهبون اليه ويأخذون منه بدعه فهنا نقول : تعيينه متعين.
وكذلك لو كان له كتب تشتمل على البدع فالواجب التحذير من بدعه.(22)
وحتى مقاطع اليوتيوب كان لهم فيها نصيب الأسد من المشاهدة وكنا نحبهم أي (العوام ) حباً ليس شخصياً أو علمياً
بل حب كل ما له صلة بالدين والالتزام ونصدق ما يأتي من ألسنتهم من حديث أو أثر أو قصة أو رأي أو فكر ولو أن أحدهم قال ...
قال رسول الله صلوات ربي عليه (شرب الماء عند مغيب الشمس لا يجوز لأن الشيطان يشرب معك فإن قرون الشيطان تظهر عند المغيب)
ربما لصدقنا هذا ولم نستفسر منه عن أصل الحديث ومن صحته!! ولو أن أحدهم ضعف حديث للنبي صلوات ربي عليه وهو في الأصل صحيح لصدقناه!!
وكنا نستأنس بمحاضراتهم الدينية والقصصية التي يخالطها المزح والسخرية في كثير منها وربما تكون مدة المحاضرة ساعة كاملة 45 دقيقة
بين ضحك وسخرية وتنكيت والربع المتبقي هو أصل المحاضرة
فنخرج من المحاضرة والفائدة الكبرى أننا أخذنا كم نكته وأننا ننتظر متى تكون هناك محاضرة جديدة .
وحتى لا أجحف في حقهم ربما نتأثر ببعض كلماتهم وتكون سبب في هداية البعض منا، وهذا لا فضل فيه لداعية أو غيره
فالله وسعت رحمته كل شيء وهو مقلب القلوب سبحانه يجعل الداعية والفاجر والكافر بكلمة تخرج منهم تكون سبباً في هداية شخص ما.
ثم ظهرت الفتن، والفتنة تجر الفتنة، وصرنا نحس بها بين أظهرنا ومن أمامنا ونحن في حيرة ونبحث اين السبيل؟
فرجعنا إلى من كنا نستأنس بهم فوجدناهم على هوى ما نريد!!! صراخ وتأييد واستكار وشجب وتأجيج وبكاء وتخبط مع سحر الكلام
ولكن كان هناك شيء ناقص وهو الدليل من الكتاب والسنة وهذا كنا نجهله نحن العوام، ولكن يعلمه الدعاة أنفسهم.
وفي المقابل وجدنا العلماء الذين نسمع عنهم وعن علمهم ونقدره، يقولون قولاً يخالف هوانا وما عليه هؤلاء الدعاة
الهدوء والتبيان والاعتزال والصمت (صمت الحكمة) مع قول حق لا قسوة فيه ولا لين مدجج بالدليل والبرهان من الكتاب والسنة.
وهذا كنا لا نلتفت له لجهلنا ولحماسنا العاطفي مع كل قضية.
فالعاقل منا وقف متحير مع من أكون؟!!
مع العالم الذي أعلم أنه أفضل مني ومن الداعية بالعلم والورع ولم أجد عليه ما يجعلني انفره
والمتخبط منا فهو كالسكران مرة يصحى ولكن أعمى بصيرة!
ويقول العلماء لم يختلطوا بالشارع فيعرفون الوضع على حقيقته ومرة تأخذه السكرة فيقول هؤلاء علماء سلطان فالداعية صادق وهم جبناء
وربما يسقط العالم بأن يقول لا أعترف به ويجعل من الداعية عالم رباني، ومن ثم ظهر لنا دعاة وطلبة علم يعرون الدعاة الذين نحبهم
فتارة نسمع هذا قطبي، وهذا سروري، وهذا مبتدع، وهذا صوفي، وهذا أشعري، وهذا معتزليوهذا كذاب، وهذا جهمي، وهذا مميع
وهذا أخواني، وهذا رافضي، وهذا ليبرالي، وهذا علماني، وهذا تبليغي، وهذا قصاص، وهذا خارجي، وإلخ من تلك المسميات.
فالعامي منا عندما يسمع بتلك الألقاب والمسميات ينفرها لجهل منه وأيضاً لأنه يقرأ قول الله تعالى
( وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ) (1) وقول الله تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) (2) وقوله تعالى (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ) (3)
فيسقطها في غير محلها!!
فهل هذا صحيح؟!!
وما العمل ؟!
فهنا لدينا عالم رباني نعلم بصدقة وسلامة منهجه؟!
وهنا داعية تربع في قلوبنا حبه وسحرنا بأسلوبه وهو متصدر في كل محفل؟!
وهنا علماء وطلبة علم يقولون أمور ننفرها نحن العوام ولا نحبذها؟!
أولاً : لنعلم أن الدين أكتمل ولا يوجد شيء خفي في شرع الله، فالله تعالى قال:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ) (4)
وقال رسول الله صلوات ربي عليه (تركتُ فيكم شيئينِ لن تضلوا بعدَهما كتابَ اللهِ وسنتي
ولن يفترقا حتى يردا علي الحوضِ) (5)، وقد شهد الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري بذلك
وقال (لقد توفي رسول الله وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً) (6)
الخلاصة من الأمر الأول :
أن الدين كامل في أصوله وفروعه البينة من خلال الكتاب والسنة وما تركه لنا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم على نفس المنهاج إلى يومنا هذا
**ربما يأتي شخص ويقول لماذا نحن أهل السنة أربعة مذاهب هذا دليل على اختلافنا فكيف كمل الدين؟ يرد عليه:
(فالوحي قد كمل قطعا، والدين قد تم، ولكن هذا لا يمنع من الاختلاف في فهم آية أو صحة حديث
أو كون بعض ذلك ناسخا أو منسوخا أو مخصصا أو مقيدا أو مبينا، ونحو ذلك مما تمليه أساليب اللغة وأصول التشريع.
والاختلاف في الدين ينقسم إلى قسمين، فما كان منه متعلقا بالعقائد وأصول الأحكام، وما ثبت بإجماع صحيح فهذا لا يجوز التفرق فيه.
وما كان من خلاف في الفروعوالمسائل الخاضعة للاجتهاد فهذا لا حرج في الاختلاف فيه ولا مذمة) (7)
وطبعاً الاختلاف الاجتهادي ليس لنا نحن العوام ولا للدعاة بل هو لأهل لكبار أهل العلم والدراية
ثانياً: بما أننا علمنا أن ديننا كامل بالكتاب والسنة ونعلم أيضاً أن من أوصل هذا الكمال دون تعديل أو تبديل أو نقص أو زيادة أو تحريف أو طعن
بل اهتمام وبحث وتتبع وجرد وتمحيص وتوثيق وتبيان وجمع وترتيب وتبويب وتصحيح وعناية واجتهاد وحرص ودفاع وحفظ وتعليم
هم العلماء وأولهم الصحابة الذي أخذوا العلم من مصدره المباشر ومن بعدهم التابعين وبعدهم شيوخ الإسلام المجددة
الذين يظهرهم الله بعد أن يستشري الجهل في الناس ومن بعدهم علماء عصرنا، الذين عرفناهم رحمهم الله ولا تزال لهم في هذه الدنيا بقية
نسأل الله أن يطيل بأعمارهم على طاعته. ويكفي شهادة الله لهم في قوله تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) (8)
فهم أخشى الناس لله ..
الخلاصة من الأمر الثاني :
أننا ولله الحمد لدينا علماء انتشر علمهم وهو وافر لمن أراد التزود فنحن في عصر التكنلوجياً وكل شيء يأتيك وأنت في مكانك
دون عناء ومشقة فقط أعرف ممن تأخذ منه المعلومة أو الفتوى، أما طلب العلم ونقصد العلم الشرعي
فهو كاسمه طلب أي أنت من يريد العلم، فهنا عليك المثابرة والذهاب لطلبه عند أهله من العلماء المعتبرين
ثالثاً: بقي أمامنا خياران بعد أن علمنا أن الدين كمل وعلمنا مصدر المعلومة أو الفتوى ممن تؤخذ
*دعاة أحببناهم وقد ذكرنا بعض صفاتهم .
*وشيوخ وطلبة علم تميزوا أو عرفناهم بالأحرى في ردهم وتعليقهم على الدعاة الذي أحببناهم بردود قوية وفيها شده
وإلصاق بعض المسميات التي ذكرناها أنفاً عليهم
ما الحل ؟!وما السبيل لمعرفة الحقيقة؟!
أ_ لنعلم ونعي هذه المعلومة أن ليس هناك معصوماً إلا رسول الله صلوات ربي عليه
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله وهو يدرس في مسجد رسول الله صلوات ربي عليه (كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر) يقصد النبي صلوات ربي عليه
ب_ نجرد العواطف منا في تلك المسائل حتى نرى الحقيقة بتجرد
فالعلامة بن عثيمين رحمه الله يقول :(العواطف عواصف إن لم تقيد بالكتاب والسنة دمرت كل شيء )
ج_ نأخذ بالدليل والبرهان فما وافق الحق أخذنا به ولو خالف هوانا وما نحب فعليه يجب
أن يكون شعارنا (الحب في الله والبغض في الله)
د_ يجب أن نفرق بين التحذير والتبديع. يقول الشيخ أحمد عمر بازمول حفظه الله:
(فالتبديع: حكم عليه بوقوعه في البدعة ووجوب الحذر منه أما التحذير: فليس حكماً عليه بالوقوع في البدعة
وإنما هو في مرحلة المخالفة مع النصح بمعنى: أنه خالف المنهج في مسائل قد تكون ملتبسة عليه
قد يكون أخطأ فيها وأصر على خطأه يعني: في بداية أمره، حينها يحذرون من هذا الشخص انتبهوا فلان من الناس لا يلتف حوله
ويحذر حتى يتوب ويرجع وحتى نقف على فصل قول العلماء فيه. أه (9)
هـ_ لنعلم أن التحذير جاء من
(علم الجرح والتعديل، هذا العلم الذي خصَّ الله سبحانه هذه الأمة به دون سائر الأمم حفظًا للوحيين أن يدخل فيهما ما ليس منهما
وهو علمٌ يبحث في أحوال الرجال–رواة الحديث وغيرهم من المتصدرين للتعليم والدعوة والفتوى والتصنيف ونحو ذلك من المهمات- والفرق
والكتب والحكم عليهم بما يليق من حالهم جرحًا أو تعديلاً، وجرح الرجال نوعان:
النوع الأول: جرح في العدالة، والذي يشمل التبديع والتضليل والتفسيق.
النوع الثاني: جرح في الضبط والحفظ، والذي يشمل: سوء الحفظ والغفلة، والخطأ، والوهم، والتخليط. إلخ
ويُسمى هذا العلم أيضًا بـ: "الرد على المخالف"، و"التحذير من أهل البدع والأهواء"
وهذا أصل عظيم من أصول أهل السنة، ولذلك اعتنوا بذكره في كتب أصول الاعتقاد.)(10)
و_ هل يشرع التحذير علانية وبيان حال الدعاة المبتدعة وهل لنا سلف في ذلك؟
1-لنعلم أن التفريق بين الرد على المقولة أو البدعة ونصح القائل
فهناك فرق بينهما عند أهل العلم فالمقولة أو البدعة إذا انتشرت بين الناس يجب الرد عليها بغض النظر هل نصح القائل أم لا.
2-وهذه بعض أقوال علماء السلف في بيان مشروعية التحذير علانية من دعاة البدعة و بدعهم:
*قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . اهـ .(11)
*روى اللالكائي عن عاصم الأحول أنه قال : جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فيه فقلت :
يا أبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض ؟ قال : يا أحول ولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تُعلم ... . اهـ . (12)
*وقيل لسفيان بن عيينة رحمه الله : إن هذا يتكلم في القدر ـ يعني إبراهيم بن أبي يحي ـ فقال سفيان : عرّفوا الناس أمْرَهُ واسألوا ربكم العافية . اهـ . (13)
*وجاء في رسالة أسد بن موسى إلى أسد بن فرات : أعلم أخي إنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله
من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة وكثرة ذكرك لهم وطعنك عليهم
فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل الحق، وقوّاك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم فأذلهم الله بذلك
وصاروا ببدعتهم مستترين فأبشر أي أخيّ بثواب ذلك واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد
وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله . اهـ . (14)
*ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضمن حديثه عمن يجوز ذكر ما فيهم من الشر من المعيّنين :
ومثل أئمة البدعمن أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة ، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة
فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين . اهـ . (15)
*ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين
وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه كما قتل السلف جهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيرهم ولو قُدر أنه لا يستحق العقوبة
أولا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله . اهـ . (16)
*ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في معرض ذكره للفوائد المستنبطة من غزوة تبوك
(( ومنها جواز الطعن في الرجل بما يغلب على اجتهاد الطاعن حمية أو ذباً عن الله ورسوله
ومن هذا طعن أهل الحديث فيمن طعنوا فيه من الرواة ومن هذا طعن ورثة الأنبياء وأهل السنة في أهل الأهواء والبدع لله لا لحظوظهم وأغراضهم . اهـ . (17)
*ويقول الإمام القرافي رحمه الله : أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر في الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب
ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن . اهـ . (18)
*وذكر الشاطبي في الاعتصام ضمن حديثه عن أحكام أهل البدع : ذكرهم بما هم عليه ، وإشاعة بدعتهم كي يحذروا ولئلا يغتر بكلامهم
كما جاء عن كثير من السلف ذلك . اهـ . (19)
الخلاصة من الأمر الثالث:
أنه لا يوجد معصوم من الخطأوأن لا تأخذنا الحمية والعاطفة في الدعاة المحذر منهم
فالحق أحق أن يتبع وإن خالف ما نريد أو نحب، وأن علم الجرح والتعديل علم عظيم وأن التحذير من أهل البدع والضلالات واجب
وأنه لو لم يكن هناك تحذير وتبديع وتجريح وتصنيف لما عرف الصالح من الطالح ولضاعت السنة.
رابعاً : ما معنى تلك المسميات التي تلصق بالدعاة المحذر منهم؟
1-لنعرف أولاً أن تلك المسميات هي بالأصل تمثل حقيقتها كفكر أو منهج أو رأي أو معتقد خاص بها وتعد مدرسة أو قدوة
أو نهج من يتبعها وفي الغالب هي تعود نسبتها لشخص بعينه تفرد ولهو اتباع في ذلك وعلى سبيل المثال نأخذ بعض تلك المسميات:
**قطبي : فالقطبية أصلها شخص أسمه سيد قطب وهو شخص ثورجي عامي مفكر قرأ كتب كثيرة بلا تحصيل علمي فيها
وألف كتب كثيرة تبين فكره ومنهجه المنحرف وعليه طوام كبار .
وهنا أقوال العلماء في سيد قطب
http://www.youtube.com/watch?v=JGwPjlEHUlI
**مبتدع : فالمبتدع هو من أظهر أمراً ليس عليه سنة النبي صلى الله عليه، وقد قال النبي صلوات ربي عليه
(من أحدثَ في أمْرِنَا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ) (20)، وهذا حديث صريح أخر (كلُّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النارِ) (21)
ومن ذلك الاحتفالات بأعيادٍ ليست من السنة ولو كانت مجاملة، ومنها المولد النبوي ورأس السنة الهجرية وأعياد الميلاد والزواج وغيرها
ومن البدع هو تأييد أهل البدع أو مدحهم أو مجالستهم، ومنها أيضاً وضع عدد لذكر معين لم يرد في الكتاب والسنة دليل على عدديته
مثال أن يقول لك دعاء طلب الذرية قل (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ) أربعين مره!! وهنا الدعاء صحيح والعدد بدعة محدثة
**القصاصين: وهم أصحاب القصص الذي يجمعون الناس حولهم ويأتون بالغث والسمين وشي من الكتاب والسنة
وأشياء من عندهم والذمة على الراوي!! فيسحرون الناس بالحبكة الدرامية للقصص والأسلوب المؤثر
وربما بل الغالب أنهم يفتون الناس بغير علم ويغلب عليهم الكذب والله المستعان
ومن هؤلاء داعية مشهور قال أن حديث (وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) حديث ضعيف!!
وأن هذا ذكره العالم بن حجر والنووي!!
وعندما بحث في الأمر وجد أن الحديث صحيح ولم يرد تضعيف في كتب بن حجر والنووي!!
ويكفينا قول العلامة صالح الفوزان فيهم.
http://www.youtube.com/watch?v=4yVcwQojyww
**وباقي المسميات لو بحثت عن أصل تسميتها ستجد خلل فيها من حيث المنهج والفكر والمعتقد والراي المخالف للمنهج السلف الصالح
2-ربما أجتمع أكثر من مسمى واحد في داعية أو غيره فالغالب أن المسميات متشابه في المعنى
أو متفقة في منهج وفكر واحد أو أن المحذر منه جمع أكثر من منهج وفكر في أسلوبه ومنهاجه
**وللعلم تلك المسميات بعضها تكون باعتراف من سمي بها ومنها القطبي والسروري والأشعري والرافضي والصوفي والعلماني والليبرالي
فهو إما يكون تصريحاً بأنه كذا من تلك المسميات أو تمجيده لإحدى تلك المسميات وإن لم يسمي نفسه بها فالمرء مع من أحب.
2-لماذا التحذير من الدعاة يكون علني في الغالب ؟ ولماذا لا ينصح سراً؟
نجيبكم بنقل أقوال أهل العلم في هذا الشأن.قال العلامة محمد بنصالح العثيمين رحمه الله :
س :بالنسبة للعالم الذي عرف أنه من أهل السنة والجماعة وعرف أنه يتحرى الحق وأخطأ في أمورما يفرق بينه وبين من دائماً يعارض الكتاب والسنة
فيقال الثاني يشهر به وأما الأول يغتفر له ما وقع فيه من أخطاء وتالفيها؟
ج: لا بد من نقد الباطل على كل حال؛ فإذا كان لا يمكن الوصول إلى رد الباطل إلا بذكر أسمة؛ يذكر أسمه.
قال السائل: لأنه لا يخفى عليكم أنه حتى من مشايخنا الكبار ومن أهل السنة من وقع في مفردات منهجة في أخطاء غاب الدليل عنه.
فقال الشيخ ابن عثيمين – مقاطعاً – يرد عليه.فقال السائل: يرد عليه لكن : التشهير به؟!
فقال الشيخ ابن عثيمين:في عصرنا إذا كان يتوقف رد باطله على ذكر أسمه؛ لا بد من ذكر أسمه
** سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله سؤلاً ما نصه :
فضيلة الشيخ : رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس مبتدعا أن تقام عليه الحجة؟
الجواب: إن كان هذا الرجل موجودا والناس يأخذون منه، وهو داعية فلا بد من ذكر اسمه
وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنه ضلال وكما قلت قبل قليل :
إن التعميم أحسن من التعيين أما إذا سمعت أنه موجود وترى الناس يذهبون اليه ويأخذون منه بدعه فهنا نقول : تعيينه متعين.
وكذلك لو كان له كتب تشتمل على البدع فالواجب التحذير من بدعه.(22)
العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله:
إذا نشر الخطأ فلا بد أن ينشر الرد، ومن الدعوة إلى الله التحذير من أهل البدع بذكر أسمائهم في كل مكان.
https://www.mimham.net/saw-5046
و قال ايضا حفظه الله :من أثنى على أهل البدع فهو منهم .
https://www.mimham.net/saw-5047
إذا نشر الخطأ فلا بد أن ينشر الرد، ومن الدعوة إلى الله التحذير من أهل البدع بذكر أسمائهم في كل مكان.
https://www.mimham.net/saw-5046
و قال ايضا حفظه الله :من أثنى على أهل البدع فهو منهم .
https://www.mimham.net/saw-5047
وأخيراً نسأل الله أن نكون قد وفقنا بإيصال فكرة شاملة لكم بما يخص التحذير الحاصل
والذي ربما يراه بعضكم أنه غير صحيح أو منفروأننا استطعنا أن نزيح هذه الغمامة عنكم بتبسيط وبيان مفهوم...
والحق أننا في هذا الزمن نحتاج لهذا العلم فقد كثر أدعياء العلم والخوارج والقصاصين وأهل البدع بكل أطيافهم
وأختلط على العوام معرفة صاحب الحق وصاحب البدعة فالكل يلبس عباءة الإسلام والمنهج السلفي في ظاهره والبواطن تظهرها الفتن
ويظهرها أيضاً أناس تخصصوا في تعرية من فيه غش وطوام تخفى على العوام، هذا والحمد الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن أصبت فهذا توفيق من الله عز وجل وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
أخوكم في الله / الشامخ
___________________
الحواشي:
1-سورة الحجرات (11)
2-سورة الهمزة (1)
3-سورة ن (10)
4-سورة المائدة (3)
5-الراوي: أبو هريرة المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 100 خلاصة حكم المحدث: صحيح
6- رواه أحمد (5/153) والطيالسي رقم (479) والبزار رقم (147) وابن حبان في صحيحه (1/142 رقم: 65).
7-المصدر
8- سورة فاطر (28)
9-المصدر
10-كتيب /علم الجرح والتعديل وتعريفه.. تاريخه.. ثمرات للكاتب أبو عبد الأعلى خالد محمد عثمان المصري
11-مجموع الفتاوى لأبن تيمية ج 28 ص 231
12-أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة .
13-رواه ابن الجوزي في تلبيس ابليس ، والسيوطي في الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع .
14-كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح .
15-مجموع الفتاوى ج 28 ص 231 .
16-مجموع الفتاوى ج35 ص 414 .
17-زاد المعاد ج 3 ص 18 .
18-الفروق للقرافي ج4 ص 207 .
19- الاعتصام ج 1 ص 176 .
20-الراوي:عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1718 خلاصة حكم المحدث: صحيح
21-الراوي: المحدث: ابن عثيمين - المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 310/2 خلاصة حكم المحدث: صحيح
22-سؤال رقم 1536 من اللقاءات الباب المفتوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق