الأربعاء، 25 أبريل 2012

ديننا دين يسر وليس عسر ناقوس خطر يدق أبواب الكثيرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير وأشهد أن محمد عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على هديهم يسير وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد:-

كثر في وقتنا التلفظ بمقولة دين الإسلام يسر وليس بعسر

فما مفهوم هذه المقولة عند قائليها
وما هي الضوابط في أمرها؟

فإذا نهينا أحداً كن منكر وإذا نهينا احد عن فعل بدعة وإذا نصحنا أحد بترك معصية
فماذا سيكون الرد من هذا المسكين الذي لا يدرك مفهوم ما يقول
نعم سيقول لك لما التشدد والتعصب فدين الإسلام دين يسر وليس بدين عسر.

فماذا سنرد على هذا المسكين ومامفهومه من هذه الكلمة

فالمفهوم واضح عندما يقولها لك وأنت تنهاه عن معصية يفعلها أو تنهاه عن منكر

اوترد عليه في بدعة أو ترد عليه فعله الذي يفعله بدون دليل ونص

فهنا نعلم أنه لا يدرك مفهومها وانه غارق في مفهوم آخر لا صحت له.

فنرد ونقول

نعم دين الإسلام دين ويسر وليس دين عسر

ولكن
دين يسرٍ بأحكامه وحدوده وأمره ونهيه

فهذهِ الأحكام والحدود هي الحائط المحوط بهذا البستان العظيم والذي هو الدين

فهنا نقول للذي يأتينا بفعل وعبادة ومنكر ومعصية من خارج الحائط الذي يحوط بذلك البستان

ويقول لنا الدين يسر وليس بعسر

فنقول هذا ليس من الدين في شيء وهذا لم يأمر به الدين ولم يأتي به التشريع

فلا ندخل في يسر الدين ماهو خارجٌ عنه

فليس من يسر الدين أن يعبد الله بدون دليل فالأصل في العبادة الدليل
وليس من يسر الدين أن نبتدع ونزيد عليه ونأتي بما هو خارجه لنتقرب به إلى الله
وليس من يسر الدين أن تفعل المعاصي وان تنتهك الحدود وان تُتًجاوز الأحكام

نعم لأن هذا الدين بني على كتابٍ وسنة وبني على أحكام وضوابط وحدود
فعندما نيسر لانفسنا ما هو ليس منه فنحن خارجين عنه بفعلنا هذا
ولذلك يجب علينا ان نلتزم بما جآء به الدين
ولا ننتهك الحدود ونفعل المعاصي ونعصي الأوامر ونزيد في العبادات ونزيد في الحلال
ونفعل مالا نفعل نبينا محمد ونقول من الدين.

وعندما نقول الدين يسر بأحكامه وحدوده يجب ان نكون ندرك ما هو اليسر

فاليسر في ديننا عظيم فمن يسر الدين مثلاً

أن رخص للمسافر في جمع الصلاة والقصر فيها ورخص له الإفطار في صيام الفرض مع رد الأيام

ومن يسر الدين أن رخص للمريض في صلاته وفي صيامه

ويسر الدين قائمٌ في صلاتنا وصيامنا فكل عبادتنا يسيرةٌ علينا واجرها عظيم

فعندنا في هذا الدين من الرخص واليسر ما يكفينا , فلماذ نُدخل في يسره ما هو ليس منه أصلاً


قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )يعني استعينوا على طاعة الله بالأعمال في هذه الأوقات الثلاثة فإن المسافر يستعين على قطع مسافة السفر بالسير فيها وقال ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد رواهما البخاري وفي صحيح مسلم.

فاللذين يتحججوا بأن الدين يسر لم يكملوا الحديث فبقية الحديث ( فسددواوقاربوا..) و إختاروا بعض الحديث ممن قاموا بتفسيره خطأ و حسب أهوائهم فضلوا و أضلوا


قال بعض السلف : إن أهل الكلام أعداء الدين لأن اعتمادهم على حدسهم وظنونهم وما يؤدي إليه نظرهم وفكرهم ثم يعرضون عليه الأحاديث فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه وأما أهل السنة سلمهم الله تعالى فإنهم يتمسكون بما نطق به الكتاب ووردت به السنة ويحتجون له بالحجج الواضحة على حسب ما أذن فيه الشرع وورد به السمع وذكر تمام الكلام (القرأن )


قال الحسن البصري رحمه الله : التزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الأمثال وكونوا فيه من أهل النظر رحم الله عبدا عرض نفسه وعمله على كتاب الله عز وجل فإن وافق ما فيه حمد الله وسأله الزيادة وإن خالفه استعتب ربه ورجع إليه من قريب .

قال إبن القيم : لا يكون القلب سليم حتى يسلم من خمسة أشياء من شرك يناقض التوحيد وبدعة تخالف السنة وشهوة تخالف الأمر وغفلة تناقض الذكر وهو يناقض التجريد والاخلاص.

سئل الشيخ العلامة إبن العثيمين رحمه الله


س : بعض الناس يفعلون المخالفات ويقولون إن الدين يسر والمهم ألا تشرك فما توجيهكم ؟


ج: هذا القول خطأ نقول له إذا لم تقم بالدين فأين الدين الذي تقول عنه إن الدين يسر و معنى الدين يسر انه ما جعله الله دينا للعباد ليس فيه مشقة الصلاة ما فيها مشقة الوضوء ما فيه مشقة الغسل ما فيه مشقة و إذا كانت فيه مشقة فأنت تكون في مرتبة أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمران إبن حصين صلي قائما فإذ لم تستطع فقاعدا فإذ لم تستطع فعلى جنب فهذا الذين نقول إن الدين يسر
و أما أن يترك بعض الواجبات أو ينتهك بعض المحرمات ثم يقول إن الدين يسر فهذا خطأ فإن ما فعله ليس بدين أصلا

إنتهى كلامه رحمه الله

فنسأل الله أن ينفعنا بما قرأنا ويجعلنا من الذين يتبعون القول فيتبعون احسنه اللهم آآمين

هذا والله أعلم والحمد لله على توفيقه لنا في كتابة هذا الموضوع المهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

مما أعجبني فنقلته لكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق