السبت، 27 أكتوبر 2012

حقيقة توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات عند الشيعة

حقيقة توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات عند الشيعة


حقيقة توحيد الألوهية عند الشيعة
بسم الله الواحد الأحد .
توحيد الألوهية وهو توحيد الله بأفعالنا، وصرف العبادات كلها لله عز وجل، ومن أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب
قال تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
وقال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) .
فهل هذا هو التوحيد عند الشيعة ؟
إن من تأمل كتب الشيعة وصحاحهم ليجد أن توحيد الألوهية عند الشيعة مخالف للتوحيد الذي أرسل الله به رسوله محمدا .
وسوف نعرض شيئاَ من ذلك :
أ- التوحيد عندهم هو الإيمان بإمامة علي والأئمة من بعده
والشرك : هو الشرك في ولاية علي والأئمة .
ويتضح هذا بالنصوص التالية :
- ففي قوله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك } .
جاء تفسيرها في الكافي (1/427): (يعني إن أشركت في الولاية غيره ) .
وفي تفسير القمي (2/251) : (لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك ) . وانظر البرهان (4/83) ، وتفسير الصافي : (4/328) .
والآيات قبلها وبعدها لا تساعد الشيعة إلى تأويلهم المخالف فإن الله قال :
{قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون . ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } .
وهي واضحة جلية في توحيد الله وعبادته ، ونبذ الشرك بالله .
بل إنك لا تجد ذكراً لعلي لا من قريب ولا من بعيد .
انظر قوله في أول الآيات {قل أفغير الله تأمروني ...}
وقوله في آخرها : {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } .
فأين ذكر علي ؟ إلا أن يكون مرادهم بالله هو علي ؟ ! نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى .
- وفي قوله تعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } . جاء في تفسير العياشي (3/134) :
(ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتنا والبراءة من أعدائنا) ، وفي أصول الكافي (1/437) : (ولا يتنا ولاية الله التي لم يبعث نبياً قط إلا بها ) .
ولقد صرح صاحب مرآة الأنوار (202) فقال: (إن الأخبار متضافرة في تأويل الشرك بالله الشرك بعبادته بالشرك في الولاية والإمامة
أي يشرك مع الإمام من ليس من أهل الإمامة، وأن يتخذ مع ولاية آل محمد (أي : الأئمة الاثنا عشر ) ولاية غيرهم ) .
والتناقض في كتب الشيعة كثير، وإليك هذه الرواية التي تبطل مزاعمهم : جاء في تفسير البرهان (4/78) :
(عن حبيب ابن معلى الخثعمي قال: ذكرت لأبي عبد الله ما يقول أبو الخطاب، فقال: أجل إليّ ما يقول .
قال : في قوله عز و جل {وإذا ذكر الله وحده } أنه أمير المؤمنين ، {وإذا ذكر الذين من دونه} فلان وفلان [أي أبو بكر وعمر] .
قال أبو عبد الله : من قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل ثلاثاً أنا إلى الله منهم بريء ثلاثاً ... ) .
ب- الولاية عند الشيعة الإمامية هي أصل قبول الأعمال .
فالعمل إن سلم من الشرك رُجي لصاحبه الجنة، برحمة الله وعفوه وغفرانه : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
ولكن قبول العمل عند الشيعة الإمامية، لا يكون إلا بالإيمان بولاية الأئمة ! .
فمن كان مؤمناً بولاية الأئمة ولو جاء بقراب الأرض خطايا فهو مقبول مغفور له عند الشيعة .
ومن جاء بأعمال صالحة كالجبال ولكنه لم يؤمن بولاية الأئمة فهو حابط العمل في النار ! وإليك شيئاً من أخبارهم :
- ففي بحار الأنوار (27/169) زعموا أن الله قال لنبيه :
(يا محمد لو أن عبداً يعبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي ) .
- وفي أمالي الشيخ الطوسي (1/314) قال: (لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجيء بولاي علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل بالنار ) .
قلت : والشواهد على هذا كثيرة من كتب الشيعة، وينقض دعوىالشيعة الإمامية، أن القرآن بين أيدينا وليس في ذكرٌ للإمامة لامن قريب ولا من بعيد
ومسألة عظيمة كهذه لا يمكن أن تخفى علىالمسلمين ، ولم يكن الله ليجعل خلقه في ضلال لا يعرف هذا الأصل العظيم وهو الإمامة
فإن هذا لا يليق بالله جل جلاله، ولما لم يذكر في القرآن ، ولم تحوه كتب السنة المعتبرة
عُلم أنه مما وضعته الشيعة لإيجاد سبيل إلى تعظيم الأئمة وتثبيت عقيدة الإئمة الاثني عشر .
ت- الأئمة هم الواسطة بين الله وبين خلقه .
أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الأنبياء والرسل وسائط بين الله وبين الخلق في تبليغ الشرائع، وأمر الناس بما أوجبه عليهم، ونهيهم عما حرمه عليهم .
أما أن تكون الوسائط لها ما لله من جلب النفع ودفع الضر، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، وتحليل الحرام ، وتحريم الحلال ...إلخ .
فهذا هو الكفر و الشرك بالله عز وجل .
والشيعة الإمامية تقول : أن أئمتهم وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ الشرائع، وتفريج الكربات، ورفع الشدائد، وتحصيل المنافع ودفع المضار .
يقول المجلسي عن أئمته (بحار الأنوار 23/97) : (فإنهم حجب الرب، والوسائط بينه وبين الخلق ) .
ث- الدعاء عند الشيعة الإمامية لا ينفع ولا يُرفع إلا إذا كان باسم الأئمة ! .
جاء في البحار (23/103) و وسائل الشيعة (4/1142) : (من دعا الله بنا أفلح، ومن دعا بغيرنا هلك واستهلك ) .
وفي بحار الأنوار (26/325)، و وسائل الشيعة (4/1143) عن الرضا قال : (لما أشرف نوح على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق
ولما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً، وإن موسى لما ضرب طريقا في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبساً
وإن عيسى لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه الله ) .
قلت : هذه الروايات تنسف ما يقرره القرآن، وما تقرره السنة الصحيحة من إخلاص الدعاء لله وحده . {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}
وقال تعالى : {وادعوه مخلصين له الدين} ، وقال تعالى : {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} . وغير ذلك من الآيات .
وإن صرف الدعاء لغير الله شرك، وصاحبه من أهل النار . {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } .
ثانياً : هل كان الأنبياء والرسل في حاجة إلى يسألوا الأئمة الذين لم يوجدوا بعد في إجابة الله سؤلهم ودفع الضر عنهم وهم أقرب الخلق إلى ربهم ومليكهم ؟
وهذه الروايات والنصوص جعلت كثيراً من الشيعة تعلق قلوبها بأئمتها دون الله، فهو إن دعا كان أول ما يخطر بعقله وقلبه إمامه المعصوم
فيظن أنه لن تُجاب دعوته إلا عن طريق إمامه، فوقع في الشرك من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر .
ج - جواز الاستغاثة بالأئمة عند الشيعة الإمامية .
الاستغاثة في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله شرك أكبر، كجلب النفع أو دفع الضر، أو رفع البلاء، أو استنزال النصر .
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} . {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } .
ولكن الشيعة الإمامية تجوز أن يستغاث بالأئمة؛ بل إنها جعلت لكل إمام وظيفة عند طلب الغوث ! .
فقد جاء في بحار الأنوار (94/33) : (... أما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين
وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل، وأما موسى بن جعفر فالتمس به العافية من الله عز وجل
وأما علي بن موسى فاطلب به السلامة في البراري والبحار، وأما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى
وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الإخوان وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل، وأما الحسن بن علي فللآخرة
وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعينك ) .
وانظر ما جاء في بحار الأنوار -أيضاً- (94/37) في وصف الإمام المنتظر قال: (.. أركان البلاد، وقضاة الأحكام، وأبواب الإيمان،... منائح العطاء
بكم إنفاذه محتوماً مقروناً، فما شيء منه إلا وأنتم له السبب وإليه السبيل.. فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم، ولا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة .. ) .
فانظر إلى هذا التأليه وما ذا أبقوا لله عز وجل .
وفي الرقاع التي يكتبها الشيعة الإمامية ويضعونها عند قبور أئمتهم ! دعاء باسم الأئمة واستغاثة بهم، فمن ذلك :
(بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك ما مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً...، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف
وقدم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النعمة علي، واسأل الله[خطاب للإمام صاحب القبر] جل جلاله لي نصراً عزيزاً ..)
(بحار الأنوار : 94/29-30) .
ح- الحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى بيت الله الحرام .
فمن أركان الإسلام الحج . وهو حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ، ولم يخالف في ذلك أحد إلا الشيعة وغلاة الصوفية .
فالشيعة الإمامية جعلت التقرب إلى مشهد الإمام أعظم من الطواف ببيت الله الحرام ، ففي الكافي (1/324)وتهذيب الأحكام للطوسي (2/16)
وفي وسائل الشيعة للحر العاملي : (10/348) : ( إن زيارة الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة ) .
ولما قال أحد الشيعة الإمامية لإمامه : (إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة )
أجابه الإمام بأسلوب يشبه السخرية – قائلاً - : (حج حجة أخرى، واعتمر عمرة أخرى، تكتب لك زيارة قبر الحسين ) !! .
[ ( تهذيب الأحكام للطوسي : (2/16)، وبحار الأنوار : (101/38)، ووسائل الشيعة : (10/348) ] .
فانظروا إلى أي درجة وصل تعظيم القبور ، أن جُعل زيارة قبر الحسين أعظم من حج بيت الله الحرام والعمرة فيه بعشرين مرة !! .
وعلى هذا فنقول للشيعة الإمامية : أن المعظم للقبر الراجي من صاحبه النفع ، أو دفع الضر، أو الغوث .. قد خلع على صاحب القبر صفة الألوهية
فمن يجلب النفع إلا الله، ومن يدفع الضر إلا الله، ومن يجيب دعوة الداعي إلا الله، ومن يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله .
فإذا كان الله هو الخالق، الرازق، المالك، المتصرف، المحيي، المميت، كان من الواجب أن يصرف له الدعاء، ويسأل الرحمة والمغفرة، ويطلب منه دفع الضر، وجلب النفع ... ،
وصرف تلك العبادات لغيره ظلم شرك بالله عز وجل . ثم هو ظلم للمخلوق المدعو في قبره الذي يرجو رحمة ربه وتجاوزه عنه
ثم إنهم عباد فقراء إلى الله فكيف تسألونهم من دون الله ؟ {إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم } .
ومع كثرة الروايات في كتب الشيعة من هذا الشرك إلا أنك تجد في بعض الروايات ما يضادها
وهذه عادة مستمرة في كتب الشيعة أنك تجد التناقض في كثير من مسائلهم .
( ...فعن حنان قلت لأبي عبد الله : ما تقول في زيارة قبر الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدل حجة وعمرة ؟
قال ، فقال: ما أضعف هذا الحديث، ما تعدل هذا كله؛ ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة ) [بحار الأنوار: 101/35] .
قلت وكعادة مشايخ الشيعة ردت هذا الأمر إلى التقية عند تأويل كلام أبي عبد الله !
فها هو المجلسي يقول : (لعل المراد أنها لا تعدل الواجبين من الحج والعمرة، والأظهر أنه محمول على التقية ) [بحار الأنوار: 101/35] .
وحتى لا نطيل في الكلام عن عقيدة الشيعة الإمامية في الأئمة المقبورين، نسرد لكم بعض عبادتهم عند قبور أئمتهم بشكل موجز :
1- الطواف بقبور أئمتهم :
لم يبح الله لأمتهم طوافاً قط إلا ببيته المعظم (الكعبة )، والشيعة الإمامية من دينها الطواف على قبور أئمتها ، مع أنه جاء عن بعض أئمتهم تحريم ذلك فقال :
(... لا تشرب وأنت قائم، ولا تطف بقبر، .... فإن من فعل ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ومن فعل شيئاً من ذلك لم يكن يفارقه إلا ما شاء الله .. )
[علل الشرع لا بن بابويه ص 283، وبحار الأنوار : 100/126] .
ولم يرتض المجلسي هذا الكلام من إمامهم فأجهد نفسه في تأويل قوله (ولا تطف بقبر) حتى أخرجه عن معناه الصحيح إلى معنى يُضحك المجانين
فقال : (يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط !!) . [بحار الأنوار : 100/127] .
قلت : في أي قاموس تجد أن من معاني الطواف، التغوط . نسأل الله السلامة والعافية .
2- الصلاة عند القبر :
وهذه مخالفة أخرى تسجلها كتب الشيعة الإمامية، حيث وضعوا أحاديث في فضائل الصلاة عند قبور الآئمة
ففي بحار الأنوار (100/137-138) : (من زار الرضا أو واحد من الأئمة فصلى عنده ، فإنه يكتب له بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة
واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل، وله بكل خطوة مائة حجة، ومائة عمرة
وعتق مائة رقبة في سبيل الله، وكتب له مائة حسنة، وحط عنه مائة سيئة ) .
قلت : قال رسول الله : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [البخاري مع فتح الباري: 1/532] وفي رواية : وصالحيهم .
والناظر لتركيب هذه الأجور العظيمة على مجرد زيارة لقبر إمام من الأئمة ليعلم علم اليقين أن هذا الحديث مصنوع
صنعه ووضعه من أراد صد الناس عن مساجد الله ، وإيقاعهم في البدع والشرك والخرافات .
3- الانكباب على القبر .
يقول الطوسي في وصفه لأعمال زيارة يوم الجمعة : ( .... ثم تنكب على القبر وتقول : مولاي .. الخ ) [مصباح المجتهد للطوسي : ص 195].
وفي بحار الأنوار (101/257) قال : ( فإذا اتيت فقف خارج القبة، وأوم بطرفك نحو القبر وقل: يا مولاي ....
ثم قال : ثم انكب على القبر وقل: يا مولاي أتيتك خائفاً فآمني ، وأتيتك مستجيراً فأجرني ) . اه .
أقول : ووالله إن اللسان ليعجز أن يقول مثل هذا الكلام لغير الله سبحانه وتعالى ، فما بال الشيعة أوغلت في الشرك
وهل هذا الانكباب على القبر إلا سجود لغير الله ، وهل هذا الكلام والتضرع إلا دعاء غير الله ! .
4- إتخاذ قبور الأئمة قبلة .
سئل الإمام المهدي الغائب المنتظر ! عند الشيعة عن الصلاة عند القبور فقال :
(أما الصلاة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره، لأن الإمام صل الله عليه لا يتقدم عليه ولا يساوى)
[الاحتجاج للطبرسي : 2/312] .
قلت : ومع أن قبلة المسلمين واحدة، وهي الكعبة المشرفة ، إلا أن الشيعة الإمامية جعلت من قبور أئمتهم قبلة أينما كانوا ! .
وفي المقابل جاءت بعض الروايات التي تضاد هذه الاتجاه ، كقول أبي جعفر محمد الباقر :
(إن رسول الله قال: لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
[ابن بابويه في علل الشرائع ص 358، وبحار الأنوار : 100/128] .
وكعادة المجلسي حمل قول الباقر على التقية ورجح القول النص السابق . فنعوذ بالله من الخذلان .
حقيقة توحيد الربوبية عند الشيعة
بسم الله الديان .
توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله، فهو الرازق المحيي المميت المالك المتصرف ... . وصرف شيء من صفات الرب للمخلوق شرك بالخالق .
ولم يعرف عن أمة من الأمم أنها أنكرت أن يكون هناك رباً سوى الله، وإنما جعلت بعض الأمم المشركة أن ثم خالقاً خلق بعض الخلق .
ولكن ماهي نظرت الشيعة الإمامية تجاه الرب، وهل صرفت له ما يستحقه من الصفات ؟ هذا سوف يتبين في المسائل التالية :
أ- خلعهم على بعض الأئمة صفة الربوبية :
جاء في [مرآة الأنوار (ص59)، وهو بصائر الدرجات للصفار ] : أن علياً -زعموا- قال : (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به ) .
قلت : وأين هذا القول من قوله تعالى : {... فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} .
أو قوله تعالى : { قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا..}الآية .
ب- قولهم : بأن الدينا والآخرة كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء .
ففي أصول الكافي : (1/407-410) : باب : (أن الأرض كلها للإمام ) .
ومما جاء فيه من الروايات (1/409): عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال:
(أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ..) .
قلت : من دعاء المؤمنين أنهم يقولون : {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } .
فمن هو الرب الذي يدعى ؟
أهو الله الخالق الرازق المحيي المميت ؟
أم هو علي –تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً - ؟ .
ثم إنك تلحظ في تلك الرواية قوله : (ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ) .
حيث ترى تستراً خفياً ، الغرض منه إيجاد مسوغ لمثل هذه الرويات، التي تنشر الكفر الصريح !! .
ت- قولهم : بإسناد الحوادث الكونية إلى الأئمة .
حيث تطالعنا الرواية المشهورة : (فعن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله فأرعدت السماء وأبرقت
فقال أبوعبد الله : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فهو من أمر صاحبكم ، قلت : ومن صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين )
[المفيد/ الاختصاص ص 327، وبحار الأنوار : (27/33)، والبرهان : (2/482) ] .
قلت : هذا مما تنطق به كتب الشيعة، فأمر السماء والرعد والبرق ليس بيد الله ، بل هو بيد أمير المؤمنين !! .
ولذا تجدهم إذا أرعدت السماء أو أبرقت ينادون باسم علي !، فكفر بالله صريح، وخروج عن الصراط المستقيم
وبعد عن سنة المصطفى الذي أمر بالتسبيح عند سماع الرعد
{ ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}.
فبالله عليكم كيف يتجرأ قلم أو ينطق لسان بمثل هذا ، ألم يقرأوا قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشيء السحاب الثقال } .
بل لم يق الأمر عند هذا الحد حتى جعلوا تسيير السحاب بأمر علي !
ففي أحد رواياتهم : (... ما كان من سحاب فيه رعد صاعقة وبرق فصاحبكم يركبه ، أما أنه سيركب السحاب
ويرقى في الأسباب أسباب السموات والأرضين السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب ) [الاختصاص: ص199، وبحار الأنوار : 27/32] .
قلت : وإنا لنجد حرجا في سوق مثل هذه الروايات، ولكن ما لنا من بيان الحق بد، ولعل الشيعة يرجعون، ولعلهم يعلمون ما في كتبهم من الكفر المبين .
أسأل الله أن يهديهم إلى الحق المبين . آمين .
ث- قولهم بحلول جزء من الإله في الأئمة :
تزعم الشيعة الإمامية أن أئمتهم أُعطوا قدرات مطلقة من الله ، جعلت لهم ما لله من القدرات .
قال أبو عبد الله : (ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا )[أصول الكافي: 1/440] ، وأخرى : (... ولكن الله خلطنا بنفسه ) [أصول الكافي : 1/435] .
ولذا تجد عند الشيعة الإمامية كم هائل من الروايات التي تضفي علىالأئمة صفات الخالق
ثم هي مدعمة ببعض العبارات التي توهم القارئ بأن تلك القدرات من الله، وهذا أسلوب مخادع موهم
وإلا فالنصوص المحكمة لم تدع مجالاً للشك بأن لله صفاته التي لا ينازعها فيها أحد من الرزق والإحياء والإماته ...إلخ .
ولعلك تعجب مثلي أن ترى أن من الصفات التي خُعلت على علي زوراً وبهتاناً ، أن جعلوا له صفة إحياء الموتى .
فهم يزعمون أن علياً أحييى موتى مقبرة الجبانة بأجمعهم [بحار الأنوار : 41/194]
وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة [بحار الأنوار : 41/198]
وقال سلمان –كما يفترون- : (لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيى الأولين والآخرين لأحياهم ) [بحار الأنوار : 41/201 ].
ومع أن له تلك الصفة إلا أنه لم يقدر إلى إنجاء نفسه من الموت !!
أليس هذا عجيباً وغريباً ؟ .
فأين عقولكم يا شيعة ! .
وكالعادة تجد روايات أخرى تناقض هذا الكفر الصريح ، ففي رجال الكشي أن جعفر بن محمد قال :
(فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجة
ولامعنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون . ويلهم ما لهم لعنهم الله فقد آذوا الله، وآذوا رسول الله في قبره
وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليه ...) [رجال الكشي : ص 225-226] .
ولا حاجة بنا أن نقول ما ذا فعلوا بمثل هذه الروايات ، فباب التقية لم يدع للحق مقالاً . نسأل الله السلامة .
ج- التطير عند الشيعة الإمامية .
ثبت عن ابن مسعود أن رسول الله قال : (الطيرة شرك، الطيرة شرك، ثلاثاً ) [رواه أبو داود (3910) وغيره] .
والطيرة من الشرك، وهو ينافي التوكل على الله، الذي هو عبادة لله .
وكتب الشيعة فيها التشاؤم والتطير ببعض الأيام والرويات فيها متناقضة متضاربة .
فقد جاء في من لا يحضره الفقيه (1/95، ووسائل الشيعة 8/253) قال أبو عبد الله : (لا تخرج يوم الجمعة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك )
وقال : (السبت لنا ، والأحد لبني أمية) [من لا يحضره الفقيه : 2/342، وسائل الشيعة : 8/253] .
قلت : واضع هذه الرواية لا شك أنه يهودي حيث فضل يوم السبت وعظمه، واليهود تعظم يوم السبت .
وجعل الجمعة يوماً مشئوماً ، وهو عيد المسلمين ! .
ويناقضها من حيث الوضع الرواية التالية : قال أمير المؤمنين -زعموا- :
( يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس
ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح )
[علل الشرائع : ص 199، والخصال : 2/82، عيون الأخبار: ص 137] .
قلت : وعلى هذا لا يكون عند الشيعي سوى أربعة أيام يجد فيها الراحة والأنس والعمل، لأن الرواية السابقة جعلت يوم السبت والثلاثاء والأربعاء أيام شؤم ! .
لكن ومع هذا جاءت روايات أُخر تنفي هذا التطير وتحذر منه :
قال أبو عبد الله : (لا طيرة) [روضة الكافي : 196، وسائل الشيعة : 8/262]
وقال: (كفارة الطيرة التوكل ) [روضة الكافي: 198، وسائل الشيعة : 8/262] .
وهناك روايات أخرى لما أرى ذكرها خشية الإطالة .

ولا نحتاج مع هذا أن نذكركم أنهم يفسرون هذا التناقض بالتقية !! فما ذا بعد الحق إلا الضلال .

حقيقة توحيد الأسماء والصفات عند الشيعة الإمامية

بسم الله الرحمن الرحيم { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
أ- القول بالتجسيم .
وصف الله بأنه جسم بدعة ، وهي من الألفاظ التي يوقف قائلها حتى يعرف مراده منها، فإن أراد معنى صحيحاً قبل، وإن أراد معنى فاسداً رد
وعلى هذا درج المحققين، فلا بد من الاستفصال .
وأول من أحدثها اليهود، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى حاكياً عن إفكهم : {وقالت اليهود عزير ابن الله } .
وأول بدء ظهورها في الإسلام كان من قبل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي، وأبي جعفر الأحول
[انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : ص97] .
والنصب الأكبر لهشام بن الحكم فتلك المقالة سمعت عنه أولاً
[انظر فتاوى ابن تيمية : 13/154، 305،ومنهاج السنة : 1/20، ومقالات الإسلاميين للأشعري : 1/106-109] .
ويقول ابن حزم : (قال هشام : إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه ..) [الفصل : 5/40]
[وانظر الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي : ص 65، 68،69]
حيث نقل عن هشام بن سالم الجواليقي بأنه كان يقول بأن معبوده على صورة إنسان ، وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان ! .
ويقول ابن المرتضى اليماني وهو من الزيدية : ( بأن جل الروافض على التجسيم إلا من اختلط منهم بالمعتزلة ) [المنية والأمل : ص 19] .
ولقد دافع شيوخ الإمامية ومنهم المجلسي عن الهشامين في بحار الأنوار : (3/288)
فقال: (ولعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة ) ويقصد بالقولين : القول بالتجسيم والصورة .
قلت : الروايات في أصول الكافي وغيره لا تساعد المجلسي على إنكار هذه المقولة عن الهشامين
ففي أصول الكافي : ( يروي القمي [الصدوق] عن سهل قال : كتبت إلى أبي محمد سنة (255ه) قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم
ومنهم من يقول هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولاً على عبدك ؟ ...إلخ )
[أصول الكافي : 1/103، والتوحيد لابن بابويه: 101-102] .
وعن محمد بن الفرج الرخجي قال : (كتبت إلى أبي الحسن أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة
فكتب : دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان ) [أصول الكافي : 1/105] .
قلت : وهذا دليل على أن هذه المقولة كانت موجودة عندهم
ومحاولة المجلسي وغيره من شيوخ الشيعة الإمامية لإنكارها ترده النصوص التي ذكرناها وغيرها مما لم نذكرها
ولكن كان الأولى بدل أن يحاول بعض مشايخ الشيعة من طمس هذه الحقيقة عن بعض متقدميهم ، أن ينكروا هذه المقالة ويشنعوا على قائلها
ولكن هو التعصب لشيوخ المذهب أعماهم عن قول الحق ! .
مع أنه هناك روايات كثيرة عن الشيعة الإمامية تنفي هذه المقالة وتذم قائلها .
وأصبح المذهب الشيعي يتنازعه إتجاهان ، الاتجاه الأول إتجاه تنزيه المولى جل في علاه ، وهذا هو مذهب أهل البيت وهو الحق
والاتجاه الثاني هو مذهب التجسيم والقول بالصورة ، وهذا يتزعمه الهشامان وهو الباطل . وللشيعة الإمامية أن تختار ؟ .
ب- الشيعة الإمامية تقول بالتعطيل .
في أواخر المائة الثالثة اتجه معتقد مذهب الشيعة الإمامية إلى القول بالتعطيل بعد أن كان يقول بالتجسيم، وبين القولين تضاد ! ، فكيف نفسر ذلك ؟
والجواب: هو أنه في تلك الفترة أخذ علماء الشيعة الإمامية يقررون ما يقرره المعتزلة في مسائل الصفات، وكذلك تبعوهم في كثير من مسائلهم كقولهم بالقدر
وخلق القرآن وغير ذلك؛ بل إنك لتجد كتب الشيعة الإمامية في الصفات مطابقة لكتب المعتزلة حذو القذة بالقذة
حتى الشبهات التي يثيرها المعتزلة على أهل السنة هي نفس الشبهات التي يثيرها متأخري الشيعة؛ ولكن مع فرق واحد وهو :
أن الشيعة الإمامية دعمت قولها بروايات تدل على صدق دعواهم ! ، وهي لا تعدوا كونها روايات موضوعة ومصنوعة .
ومما يدل على فساد هذا المذهب : أن صفات الله واسمائه تقريرها عن طريق السمع ، أي عن طريق النصوص من القرآن والسنة
ولا مدخل للعقل في إثبات صفة أو نفي صفة عن الله، كما هو ديدن أهل الكلام من المعتزلة والأشاعرة والجهمية وغيرهم .
والطريقة التي اعتمدها المفيد في النكت الاعتقادية، والمطهر في نهج المسترشدين، وغيرهم في تقرير صفات الله وإثباته أو نفيها هي طريقة المعتزلة الكلامية
ولكنهم –أي علماء الشيعة الإمامية الذين خاضوا في الصفات - فارقوا المعتزلة بإيراد روايات عن الأئمة المعصومين تشد من قولهم وتقويه .
ولذلك سوف نسوق بعض الروايات المفتراة في تقرير عقيدة التعطيل .
يقول الزنجاني –شيخ معاصر- في عقائد الإمامية الاثني عشرية (ص 28) تحت عنوان طريقة معرفة الصفات:
(هل يبقى مجال للبحث عن الصفات، وهل له طريق إلا الاذعان بكلمة أمير المؤمنين : كمال الإخلاص نفي الصفات عنه ) اه .
ووالله ما كان لعلي بن أبي طالب أن يكذب بكلام الله : {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فربنا يثبت لنفسه أنه سميع بصير
ثم يأتي متقول على علي بن أبي طالب بكلام كذب ! .
سبحانك هذا بهتان عظيم .
والشيعة الإمامية تبعت المعتزلة في تعطيل صفات الله ، ووصفه بالصفات السلبية
فهذا شيخهم محمد الحسيني القزويني[قلائد الخرائد في أصول العقائد ص 50، وانظر كذلك : نهج المسترشدين ابن المطهر: ص 45-47]
يقول في وصف الله سبحانه وتعالى : (... لا جزء له، وما لا جزء له لا تركيب فيه، وما ليس بمركب ليس بجوهر ولا عرض ، وما ليس بجوهر ... )
إلخ هذه العبارات التي تخالف طريقة القرآن في إثبات الصفات .
فإن القرآن جاء بإثبات مفصل ونفي مجمل : {ليس كمثله شي ء} نفي مجمل {وهو السميع البصير} إثبات مفصل .
ت- الأئمة هم اسماء الله وصفاته عند الشيعة الإمامية ! .
أوغلت الشيعة الإمامية وغلت في هذا الباب غلواً كبيراً ، وخلعت على أئمتها أوصاف الألوهية، وتجرأت على كتاب ربها وأولت معانيه ليوافق ما ذهبت إليه .
وتوحيد الاسماء والصفات من أبواب التوحيد العظيمة الذي به يعرف الخالق جل في علاه، وتعرف اسمائه الحسنى وصفاته العلى
فتطمئن النفس إلى بارئها، وتتعلق القلوب بخالقها الخلاق العليم السميع البصير الأول الآخر الظاهر الباطن العزيز الجبار الحي القيوم ..إلخ
من الأوصاف والنعوت الحميدة التي لا تكون إلا لله .
ولكن ما سطرته كتب الشيعة الإمامية يجل عن الوصف ، ولولا بيان الحق ما سقنا رواياتهم.
في أصول الكافي عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }
قال: نحن والله الأسماء الحسنى، التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا ) [أصول الكافي: 1/143-144] .
وهذا من التفسير الباطني الذي الذي لا يعرف بحال، وإلا ففي أي معجم من معاجم اللغة يأتي مثل هذا التفسير ؟ إلا على مذهب الباطنية .
ولم تكتف الرويات بهذا؛ بل تعدته إلى أمور أخرى أشنع وأعظم .
فعن أبي عبد الله –كما يزعمون- : (إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه
ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار
وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ولو لانا ما عبد الله )
[أصول الكافي: 1/144، ابن بابويه / التوحيد : 151-152، بحار الأنوار: 24/197] .
وزعموا أن علي بن أبي طالب قال : (أنا عين الله، وأنا يد الله، وأن جنب الله، وأنا باب الله )
[اصول الكافي : 1/145، بحار الأنوار : 24/194] .
وقال –كما يزعمون- : (أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق، وعين الله الناظرة، وأنا جنب الله، وأنا يد الله )
[ابن بابويه / التوحيد ص 164، بحار الأنوار : 24/198] .
قلت : ولو أنهم يخشون أن تثور عليهم (العامة)[وصف أطلقه الشيعة على أهل السنة]، لأتموا الرواية بقولهم : (وأنا الله ) .
أما الشيعة فهم قد أغلقوا عقولهم وأوصدوا الأبواب في طريق التفكير في مصدر هذه الرويات ومخالفتهم للدين والعقل والحس
بل جاء في وصفهم لإمامهم علي بن أبي طالب وهو منهم براء، أن علياً قال : (أنا وجه الله ، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن ..)
[رجال الكشي : ص211، وانظر بحار الأنوار : 94/180] .
قلت : قال الله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [سورة الحديد : 3].
فالله يصف ذاته المقدسة بهذا الوصف، ثم يأتي الشيعة الإمامية ويجعلون هذا الوصف الذي لا يكون إلا للخالق، ويجعلونه للمخلوق ! .
سبحانك هذا بهتان عظيم .
وفي أصول الكافي : (1/261) قال أبو عبد الله –افتراء عليه-:
(إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون ..) !
قلت : قال الله تعالى :
{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}
[الأنعام :59].
وقال تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون} [النمل : 65] .
والروايات في ذلك عن الشيعة الإمامية كثيرة، ولبعض شيوخهم محاولات في اللجوء إلى المجاز كباب من أبوب التأويل أو إيجاد العذر
لمثل هذه الروايات التي تؤله الأئمة صراحة [انظر على سبيل المثال : بحار الأنوار للمجلسي : (24/202)] .
ولكن ما تقول الشيعة الإمامية في الروايات الموجودة في كتبهم، والتي ترد هذه الروايات وتنسفها، أفلا قالوا بها وتبرأوا من الركام الهائل من الروايات التي تؤله الأئمة ؟ .
وإليكم بعض تلك الروايات التي تبين بطلان الروايات السابقة :
قال أبو عبد الله : (يا عجباً لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني
فما علمت في أي بيوت الدار هي ..) [أصول الكافي: 1/257] .
فها هو أبو عبد الله لا يعلم أين اختفت جاريته ؟ فكيف يعلم غيب السموات والأرض ‍‍ ! .
وفي بحار الأنوار :[ 25/301، ورجال الكشي : 323] أن أبا عبد الله حينما قيل له : ( إن المفضل بن عمر يقول: إنكم تقدرون أرزاق العباد .
فقال : والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله
ولقد احتجب إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت بي الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله –يريد بذلك المفضل- وبريء منه ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق